العدد 74 - الملف
 

حسين أبو رمان

لم تحظ محافظة الزرقاء بتمثيل نيابي خاص بها كدائرة انتخابية سوى منذ انتخابات العام 1989، إذ كانت ملحقة قبل ذلك انتخابياً بعمّان سواء في عهد المجالس التشريعية (1929-1947)، أو في عهد المجالس النيابية (1947- 1988)، حيث كانت فرصها ضعيفة لانتزاع حصة من التمثيل.

لكن الثقل الشيشاني فيها، مكّنها من المنافسة على أحد مقعدين خصصهما قانون الانتخاب لسنة 1947 للأقلية الشركسية الشيشانية في قضاء عمان، بعد أن كان مقعداً واحداً قبل ذلك.

عبد الباقي جمو، الشخصية الشيشانية المعروفة، نجح في “حجز” مقعد له لدورات متعددة في مجلس النواب الأردني منذ انتخابات العام 1956 التي دشّنت عهد أول حكومة نيابية ديمقراطية في البلاد برئاسة سليمان النابلسي زعيم الحزب الوطني الاشتراكي.

الشيخ جمّو صاحب العمامة المميزة باللونين الأسود والأبيض، فاز بمقعد نيابي لخمس دورات آخرها انتخابات العام 1967 التي جرت قبل أقل من شهرين على احتلال الضفة الغربية، ولم يغب عن مجلس النواب سوى في انتخابات العام 1962، حيث فاز بالمقعد قاسم بولاد، والد مرزا بولاد عضو مجلس النواب الحالي.

مجلس النواب التاسع المنتخب العام 1967 والذي حلّ العام 1976، استدعي بعد ثماني سنوات في العام 1984، فاعتبر من الناحية الدستورية مجلساً جديداً بصفته مجلس النواب العاشر.

الشيخ جمّو الذي امتدت نيابته، في ضوء ذلك، إلى المجلس العاشر العام 1984، كان حاضراً أيضاً في الانتخابات التي مهّدت لعودة الحياة البرلمانية العام 1989، إذ واصل فوزه بالمقعد الشركسي الشيشاني في انتخابات مجلس النواب الحادي عشر (1989)، محرزاً 14181 صوتاً، والثاني عشر (1993)، محرزاً 1235 صوتاً. بهذا تكون هذه الشخصية الزرقاوية، قد جسّرت بين عهدين شهدا أهم محطتين ديمقراطتين في تاريخ المملكة؛ هما مجلس النواب الخامس (1956)، ومجلس النواب الحادي عشر (1989).

في انتخابات 1989، بلغت حصة محافظة الزرقاء ستة مقاعد، خصص أحدها للشركس والشيشان، وآخر للمسيحيين. الإخوان المسلمون حصدوا ثلاثة من مقاعد المحافظة من خلال: ذيب أنيس (25517 صوتاً)، محمد أحمد الحاج (18905 أصوات)، وزياد أبو محفوظ (6513 صوتاً)، فيما كان المقعد الرابع من نصيب سلامة الغويري (7036 صوتاً)، والمقعد المسيحي من نصيب بسام حدادين (14698 صوتاً) مرشح حزب الشعب الديمقراطي الأردني “حشد” آنذاك.

في انتخابات المجلس الثاني عشر (1993) التي أجريت بحسب نظام الصوت الواحد، حافظ الإسلاميون على مقاعدهم الثلاثة، إذ فاز بالمقعد الأول بسام العموش (9316 صوتاً)، إلى جانب اثنين من الإسلاميين احتفظا بمقعديهما، هما: محمد أحمد الحاج (8970 صوتاً)، وذيب أنيس (7090 صوتاً)، فيما كان المقعد الرابع من نصيب فياض جرار (4512 صوتاً). كما احتفظ كل من عبد الباقي جمّو (1235 صوتاً)، وبسام حدادين (1840 صوتاً) بمقعده.

الإسلاميون قاطعوا انتخابات مجلس النواب الثالث عشر المنتخب 1997، ففاز بمقاعد المحافظة: نومان الغويري (10642 صوتاً)، حمود الخلايلة (6904 أصوات)، مخلد الزواهرة (3338 صوتاً)، عدنان مرعي (3117 صوتاً). واحتفظ بسام حدادين (1825 صوتاً) على مقعده للمرة الثالثة على التوالي. أما المقعد الشركسي الشيشاني، فكان من نصيب منصور سيف الدين مراد (2088 صوتاً)، الذي بدأ النيابة في العام 1989 بفوزه بالمقعد الشركسي الشيشاني في الدائرة الثالثة بعمّان.

انتخابات مجلس النواب الرابع عشر العام 2003، شهدت تعديلاً مهماً في عدد المقاعد المخصصة للزرقاء، إذ ارتفعت من ستة إلى عشرة مقاعد، في الوقت الذي ارتفع فيه عدد مقاعد المجلس النيابي من 80 إلى 104 مقاعد. قابل هذا الارتفاع في عدد المقاعد، ارتفاع في حصة الزرقاء النسبية من المقاعد النيابية من 7.5 إلى 9.6 بالمئة. ولو كانت مقاعد مجلس النواب توزع على الدوائر بحسب عدد المسجلين فيها، لكانت الزرقاء تستحق ثلاثة مقاعد إضافية.

لكن مرشحة جبهة العمل الإسلامي حياة المسيمي نجحت في انتخابات 2003 في انتزاع أحد المقاعد الستة المخصصة للنساء، إذ حلّت في المرتبة الأولى بإحرازها 7133 صوتاً ونسبة 10.68 بالمئة من أصوات المقترعين في دائرتها الانتخابية.

الجديد أيضاً في انتخابات 2003 وكذلك في انتخابات 2007 في الزرقاء، هو تقسيم المحافظة إلى أربع دوائر انتخابية، الأولى تمثل قسماً من المدينة مع قضائي الضليل والأزرق، والثانية تمثل ما تبقى من المدينة مع قضاء بيرين، حيث خصص للأولى أربعة مقاعد أحدها للشركس والشيشان وآخر للمسيحيين، والثانية ثلاثة مقاعد. أما الدائرة الثالثة بمقعد واحد للواء الهاشمية، والرابعة بمقعدين للواء الرصيفة.

وبالمقارنة بين هاتين الدورتين، يُلاحظ أن مرشحي جبهة العمل الإسلامي فازوا بثلاثة مقاعد في انتخابات العام 2003، لكنهم فقدوا كل تمثيلهم في انتخابات 2007 التي طعنت جبهة العمل الإسلامي بنزاهتها، وتحفّظ المركز الوطني لحقوق الإنسان على سلامتها، لافتاً إلى “أن حجم المخالفات التي رافقت العملية الانتخابية في معظم مراحلها، قد شككت في نزاهة الانتخابات وقللت من مصداقيتها”.

وكان مرشحو “العمل الإسلامي” الفائزون في انتخابات 2003، هم: إبراهيم المشوخي 8095) صوتاً) في الدائرة الأولى، علي أبو سكر 5751) صوتاً) في الدائرة الثانية، وجعفر الحوراني 9095) صوتاً) في الرصيفة.

خمسة من نواب المجلس الرابع عشر المنتخب العام 2003، احتفظوا بمقاعدهم في المجلس الخامس عشر الحالي، يأتي في مقدمتهم بسام حدادين 3055)، 1819 صوتاً على التوالي)، الذي فاز بجميع الدورات الانتخابية منذ العام 1989، مسجلاً حضوراً متصلاً لا ينافسه فيه سوى عبد الرؤوف الروابدة (إربد) عبد الكريم الدغمي (المفرق) وسعد هايل السرور (بدو الشمال).

النواب الآخرون الذي احتفظوا بمقاعدهم، هم: موسى الخلايلة في الدائرة الثانية 3284)، 4213 صوتاً على التوالي) ، وكذلك موسى الزواهرة في الدائرة نفسها 1906)، 5411 صوتاً على التوالي)، نواف المعلى في الهاشمية 2594)، 4941 صوتاً على التوالي)، ومرزوق الدعجة 5499) (8000 صوت على التوالي) في الرصيفة.

وفي ما عدا نواب العمل الإسلامي، هناك نائبان فازا في انتخابات 2003، لكن لم يحتفظا بمقعديهما هما سلامة الغويري 7184) صوتاً( وكان هذا هو الفوز الثاني له بعد العام 1989، ومحمد أرسلان 1598) صوتاً) عن المقعد الشركسي الشيشاني

أما النواب الجدد في المجلس الخامس عشر، فهم ثلاثة في الدائرة الأولى: ضيف الله القلاب (6562 صوتاً)، فواز حمد الله (5049 صوتاً)، ومرزا بولاد (5617 صوتاً) عن المقعد الشركسي الشيشاني. ومن الدائرة الثانية فرحان الغويري (4002 صوت)، ومن الرصيفة محمد أحمد الحاج (5389 صوتاً) الذي يعود للمرة الثالثة تحت القبة، المرتان السابقتان في العام 1989، والعام 1993، بصفته من جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسي جبهة العمل الإسلامي، أما الأخيرة فبصفته إسلامياً مستقلاً حيث غادر صفوف الجبهة.

تمثيلها كدائرة انتخابية بدأ العام 1989 جمّو، حدادين والحاج أطول نواب الزرقاء حضوراً تحت القبة
 
30-Apr-2009
 
العدد 74