العدد 74 - بلا حدود | ||||||||||||||
مؤسسة «رواد التنمية» مشروع ريادي يجسد المسؤولية الاجتماعية لشركة أرامكس تجاه المجتمع المحلي مع شركاء آخرين من القطاع الخاص والأفراد. تأسيس «رواد التنمية» شَكّل نقلة نوعية في اهتمامات الشركة، بالانتقال من دعم أنشطة تتعلق بالبيئة والرياضة إلى إقامة مشروع مجتمعي متكامل بدأ من جبل النظيف في عمّان، بهدف تمكين شريحة الشباب وتوسيع فرص التعبير والمعرفة والاتصال الإنساني أمامهم، لتكتشف المؤسسة اتجاهات جديدة لتطوير برامجها،بما يستجيب لاحتياجات المنطقة، كما يشخصها أهلها. وهؤلاء ليسوا مجرد متلقي خدمة، بل رواد في تنمية منطقتهم. لإلقاء الضوء على برامج المؤسسة، حاورت «السّجل» مدير عام المؤسسة بالوكالة راجي حتر، والمستشارة الثقافية والتربوية ربيعة الناصر.
«السّجل»: ما طبيعة مشروعكم الإعلامي في البيضا؟. - ربيعة: جاء هذا المشروع لوجود مستفيدين في البيضا بوادي موسى من برامج المؤسسة؛ حيث يتلقى سبعة طلبة جامعيين هناك منحاً دراسية من «صندوق مصعب خورما»، وهناك رواد «مكتبة شمس البيضا» التي أنشأتها المؤسسة مطلع العام 2008. المشروع يهدف إلى تدريب هؤلاء الشبان الذين تراوح أعمارهم بين 14 و22 سنة على الإعلام الرقمي، باستخدام إمكانات تقنيات بسيطة ومتاحة لتحفيز مهاراتهم الفردية، للإسهام في تنمية مجتمعهم في منطقة مهمة سياحياً. أنتج هؤلاء الشبان خمسة أفلام قصيرة عن أوضاع البيضا، ويواصلون التدرب حتى أواخرأيار المقبل. وتتولى شركة الرواد للصوتيات والمرئيات عملية التدريب الفني للمشاركين، بدعم من مجلس البحوث والتبادل الدولي «آيركس». «السّجل»: من أين بدأت فكرة رواد التنمية؟. - راجي: الأساس في فكرة المشروع هو إدراك الشركة لمسؤوليتها الاجتماعية تجاه المجتمع المحلي، حيث كانت تعبر عن ذلك بدعم أنشطة بيئية ورياضية. لكن الشركة قررت العام 2005 العمل على مشروع يكون نواة لمشاريع ذات طبيعة اجتماعية. فبدأنا بجبل النظيف الذي يعاني من مشاكل كبرى، مثل: البطالة، والعنف، والمخدرات، ويكاد ينقصه كل شيء، فقد كان يخلو من مركز أمن أو مكتب بريد أو مركز صحي، والمدارس فيه كلها مستأجرة وتحتاج إلى ترميم وصيانة شاملة. بدأت أول أنشطتنا بترميم مدرسة عاتكة بنت زيد وإجراء الصيانة اللازمة لها بالاتفاق مع وزارة التربية. وهنا اكتشفنا أن العمل الذي ينتظرنا كبير، ويحتاج أن يكون لنا مقر دائم في الجبل، فقمنا بهذه الخطوة، تلا ذلك تأسيس «رواد التنمية» كمؤسسة وطنية غير ربحية مرخصة من وزارة الصناعة والتجارة. «السّجل»: ما الخطوط العريضة لأهداف المؤسسة وبرامجها؟. - ربيعة: التوجه الرئيسي للمؤسسة هو تمكين الشباب، وأهم مشروع لتجسيد هذا التوجه هو صندوق «مصعب خورما» الذي يقدم منحاً دراسية لطلبة جامعيين محتاجين. تقوم فلسفة المؤسسة على العمل ضمن مشاريع ذات أهداف متكاملة، ومساعدة المجتمع المحلي على حل المشاكل التي تواجهه، وليس حلّها بالنيابة عنه. منذ البداية كان مقرراً أن يكون الطابق الأرضي في بناية المؤسسة مكتباً للبريد، وخصصنا الطابق الثاني لمكتبة الأطفال واليافعين الذين لم تكن لديهم في الجبل أية مساحة كحديقة أو مكتبة، أما الطابق الثالث، فخصص للمكاتب وكذلك للأنشطة، ثم توسعنا لاحقاً في مبنى مجاور جهزنا قسماً من المساحة المتاحة أمامه كحديقة لألعاب الأطفال. أهم البرامج التي بدأنا بها هي صندوق خورما، ومكتبة شمس الجبل وبرنامج ترميم المدارس وصيانتها، ثم طورنا برامجنا في ضوء الاحتياجات العملية، فأصبح لدينا برامج أخرى مثل: جيران، شبابيك، دردشة، دكان الحي، وغيرها. «السّجل»: ماذا يمثل صندوق مصعب خورما؟. - راجي: مصعب خورما رجل أعمال أردني شاب، وكان ناشطاً اجتماعياً وداعماً للطلبة. وهو من ضحايا التفجيرات الإرهابية في فنادق عمّان في تشرين الثاني/نوفمبر 2005. وقد أسست «رواد التنمية» صندوق دعم الطلبة باسمه. الصندوق يقدم منحاً جامعية للطلبة المحتاجين وفق معيارين في المرحلة الأولى، هما: علامته، وحاجته الفعلية للمساعدة. مقابل ذلك، فإن من شروط المنحة أن ينفذ الطالب عملاً تطوعياً بمعدل أربع ساعات أسبوعياً. وتقدم المؤسسة للطلبة فرص تدريب في الشركات، وبرامج أخرى مثل الكمبيوتر أو اللغة الإنجليزية. وعند تخرجهم، نسعى لتأمينهم بفرص عمل. وفي مقر المؤسسة مكتب ارتباط مع وزارة العمل، يعرّف الخريجين والطلبة على فرص العمل المتاحة واحتياجات السوق. «السّجل»: ما حصة المرأة في برامجكم؟. - ربيعة: الأساس في توجهنا هو للأسرة بمجملها. لكن البرامج المنفذة تتوجه بطبيعتها إلى فئات معينة سواء من حيث العمر أو الجنس. فالمكتبة يرتادها الأطفال، والمنح تعطى للجامعيين من الجنسين. وهناك حضور خاص بالمرأة في محو الأمية، ولقاء شهري للأمهات في المكتبة لمناقشة قضايا تخص الأسرة أو رواد المكتبة من أطفالهن. وهناك فكرة اقترحها رئيس مجلس الإدارة فادي غندور بتوفير مصدر دخل لربات البيوت من خلال إعادة تدوير الصحف لإنتاج أكياس ورقية رفيقة بالبيئة، وبخاصة أنه يتوافر للشركة كميات كبيرة من الصحف المرتجعة. «السّجل»: ماذا يكفل انتظام الممنوح بالعمل التطوعي؟. - راجي: في الفصل الدراسي الثاني، نعطي علامات لدرجة الانضباط للعمل التطوعي إلى جانب معدل الطالب، فإذا لم يلتزم بما هو مطلوب منه دون مبرر، فإن حجم المنحة الذي يتراوح بين 40 إلى 100 بالمئة من تكاليف الدراسة، يمكن أن يهبط إلى مستويات أدنى. والسبب هو أن المنحة ليست كل شيء، فنحن نسعى إلى بناء روح التطوع والعمل الاجتماعي، وتنمية حس المواطنة والانتماء للوطن لدى المستفيدين الذين يتعين عليهم خدمة مجتمعهم. وهذا العمل التطوعي المطلوب يبدد لديهم أي ميل للاتكالية، ويشعرهم أنهم يقدّمون مقابل المنحة عملاً. «السّجل»: كيف تقيمون مشروع المكتبة وإنجازاتها؟. - ربيعة: المطالعة تقود الطفل للمعرفة وتعزيز مهاراته واكتشاف اهتماماته. ويمكن أن تؤدي دوراً مهماً في بناء شخصية الطفل. ومكتبة «شمس الجبل» لا توفر القراءة للأطفال فقط، بل توفر لهم أنشطة أخرى مثل: الرسم، والكتابة في دفتر يوميات. تم إنشاء المكتبة في أواسط 2007، ويتردد عليها يومياً حوالي 150 طفلاً، ويرتفع العدد إلى 300 يومياً في الصيف. ويزيد مجموع من تردد على المكتبة على 30 ألف طفل وطفلة منذ إنشائها. هناك مكتبات أخرى قمنا بإنشائها لوحدنا أو بالتعاون مع مؤسسات محلية مثل: البلديات والنوادي، في محافظات معان والكرك وجرش وإربد. كما أن هناك مكتبات أخرى قيد الإعداد. ويزيد من حماسنا على التوسع في إنشاء المكتبات وجود برنامج أوروبي «آنا ليند» لدعم المكتبات وتشجيع القراءة سنعمل على الاستفادة منه. «السّجل»: ما البنية الإدارية للمؤسسة، وكيف توفر التمويل؟. - راجي: مؤسسة رواد التنمية أنشأتها أرامكس كأداة لترجمة مسؤوليتها الاجتماعية، تجاه المجتمعات المحلية في البلاد مع شركاء آخرين من القطاع الخاص. وحينما قررنا إقامة المؤسسة، كانت هناك تهم بالفساد توجه لجمعيات غير حكومية، لذا آثرنا أن نؤسس شركة خاصة غير ربحية. يقود المؤسسة مجلس إدارة منتخب من سبعة أشخاص. ورئيس مجلس الإدارة هو فادي غندور، رئيس مجلس إدارة أرامكس، ونائبه خالد المصري رئيس مجلس إدارة بنك القاهرة عمّان. وهناك فريق الإدارة الذي يتكون من مدير عام، مستشار ثقافي وتربوي، ومدراء برامج، إضافة إلى مسؤولين للوظائف الإدارية والمالية. الشركاء في المؤسسة هم الذين يمولون برامجها وأنشطتها. «السّجل»: كيف اتجهتم نحو ترابط البرامج؟. - ربيعة: هذه العملية تمت بالتدرج من خلال اكتشاف حاجات جديدة في أثناء تنفيذ البرامج الأولى. فلتوفير مجال العمل التطوعي لطلبة المنح، توصلنا إلى برنامج «جيران» الذي أتاح لنا صيانة العديد من المنازل وتأهيلها في الجبل. والأمر نفسه ينطبق على ترميم المدارس وصيانتها الذي شمل حتى الآن خمس مدارس في المنطقة، إحداها في الأشرفية. كذلك لدينا برنامج «دردشة» الموجه لطلبة المنح، حيث يعقد لقاء أسبوعي بإشراف سمر دودين، يتناول مواضيع حيوية تتعلق بالمواطنة، أو يحاور مسؤولين، واستقبلنا مؤخراً وزير خارجية بريطانيا ومديرة اليونسيف في العالم. ويوفر «شبابيك» إطلالة لأطفال المكتبة نحو آفاق أوسع من خلال أنشطة ثقافية ينفذها طلبة المنح. كذلك هناك أنشطة اجتماعية متعددة لمساعدة الناس على حل مشاكلهم. «السّجل»: هل تقيمون فعالية برامجكم؟. - راجي: لدينا برامج داخلية لتقييم الأداء، نعتمد فيها مؤشرات بسيطة. ففيما يخص طلبة المنح، نسعى للتأكد من عدد الذين التحقوا بوظائف بعد تخرجهم. وعندما نتحدث عن المكتبة، لا نكتفي بحصر عدد الزوار أو المستفيدين، بل نهتم بمعرفة عدد الذين يترددون بانتظام على المكتبة، وهناك معايير تقييم لبرامج محو الأمية، وهكذا. لكننا في الحقيقة تقدمنا مؤخراً إلى جهة استشارية، لتزويدنا ببرنامج رسمي متكامل لتقييم الأداء. |
|
|||||||||||||