العدد 73 - كاتب / قارئ | ||||||||||||||
نشكو كأهالي وتربويين باستمرار، من مشكلة تواجهنا أثناء التعاون في تنشئة أبنائنا ومحاولة منحهم حياة صحية سليمة قدر الإمكان، وهي نوعية المواد الحافظة المستخدمة في السكاكر والحلويات التي يقبل عليها الأطفال بكثرة وبشغف. محاولاتنا الحثيثة لا تستطيع الصمود، للوقوف في وجه هذا الكمّ الهائل من الدعاية لمئات الأنواع من هذه الأطعمة، أو الترويج لمحلات بيعها في كل مكان، أمام المدارس وفي الأحياء السكنية والأسواق العامة، حيث تحاصرنا الألوان والأشكال والروائح لمواد ضارة مغلفة بألوان زاهية تجذب الطفل ولا تهتم لتأثيرها السلبي في نموه، فالمهم الربح لا غيره. هذا الكلام أصبح ماضياً، فقد كانَ صدمة حقيقية لنا ذلك الخبر الذي تداولته وسائل إعلام محلية بإتلاف شحنة طعام للكلاب تم إلصاق (ليبل) على مرطباناتها، يقول إنها طعام للأطفال. إذن، الاستهتار وصل لمداه الأقصى، ولم يعد الأمر يقتصر على سد شهية، أو زيادة وزن، أو زيادة الحركة والنشاط الناجم عن السكاكر.. وصلت الأمور إلى سموم نشتريها نحن ونُطعمها بأيدينا لفلذات أكبادنا، وتسمح أجهزة حكومية -عبر الإهمال- باستيرادها وتداولها بالأسواق. ما زاد من حنقي حوار طرشان دار بين مذيعة في إذاعة محلية، وبين مسؤول في مراقبة الغذاء والدواء، كلاهما يكيل الاتهام للآخر بمن بدأ الإساءة. عبارات مثل «غذاء المواطن خط أحمر، لا نسمح كإعلام بتجاوزه»، و«نحن نراقب بحزم ولا نتهاون في واجباتنا»، التي تخللت ذلك النقاش، بدت بلا طعم أو لون أو رائحه، تماماً كغذاء أبنائنا وغذائنا الذي نتناوله يومياً، في ظل غياب الوعي والرقابة معاًً.
نادين حسن |
|
|||||||||||||