عمد عدد من المدونين الأردنيين؛ عند عقدهم العزم على تأسيس جمعية للمدونين على المستوى المحلي؛ إلى تعزيز ثقافة الإبداع بما يرقى بالنصوص والصور المنشورة على المدونات إلى مستوى المسؤولية للحفاظ على الثقافة الرقمية متجددة ومتطورة دائماً.

جاء ذلك بعد عملية سبر واطلاع لما يُنشر هنا وهناك في المدونات التي ما زال بعضها يعاني من القصور في الأداء؛ والارتجال، وعدم الإفادة من التطور الذي توفره الثقافة الرقمية العالمية للحفاظ على ثقافات الشعوب وتراثها.

استطعنا أن نجتمع عشرات المرات لتدارس الأوضاع التي يمر بها غالبية المدونين على المستوى المحلي (ورصدنا أكثر من ألف مدونة؛ لا على التعيين)؛ وخلصنا إلى أنه لا بدّ من عملية تثقيف وإرشاد وتوجيه لبعض المدونين؛ أما التجارب المتطورة، فلا بدّ من حمايتها، وتأمين الحفاظ على المدونات فيها؛ وتيسير السبل لنشرها بشكل أوسع؛ لتعزيز الثقافة والإبداع من خلال ما يُنشر في المدونات من موضوعات وصور وتعليقات، بما يرقى بمصلحة المواطن الذي هو عماد الوطن.

وقد عقدنا العزم على التعاون مع فئات المجتمع المحلي «التدويني» المختلفة، لاجتراح آفاق جديدة للثقافة العربية في عالم جديد متسارع، له أدواته الجديدة، وتفكيره الأوسع، ومساحاته الإبداعية التي تحتاج لبصمات حقيقية تحمل هوية ثقافتنا المتجذرة.

انطلاقاً من هذا التوجه، تأسست «جمعية المدونين الأردنيين»، التي عقدت مؤتمرها التأسيسي الأول في مطلع العام الجاري؛ وانتخبت هيئتها الإدارية الأولى؛ التي وضعت خططاً وبرامج، وأعدّت لقاءات، لتدعيم أركان هذا الإطار الثقافي، وترسيخ حضوره في المجتمع الافتراضي.

وكان من بين لقاءاتنا الأولى الاجتماع بوزير الثقافة لدعمنا في القيام بمهماتنا، حيث نعتقد أننا سنواجه بعض الصعوبات في البدايات؛ بخاصة أننا نتعامل مع واقع افتراضي لا تستطيع تجميعه أو الالتقاء به مباشرة. كما نسعى إلى تحقيق تواجدنا على أرض الواقع، وإيجاد السبل الكفيلة لتعزيز الاستمرار والتطوير، وهو أمر ضروري ولازم لهيئتنا التي تعنى بشؤون المدونين، فضلاً عن تثبيت أركان الجمعية كهيئة رائدة ومتفردة في إطار الثقافة والإبداع الرقمي محلياً وعربياً.

تسعى الجمعية إلى تنشيط دورها في التوعية والتثقيف في الملكية الفكرية، وحماية حقوق المؤلفين والكتّاب، وتفعيل آليات النشر الإلكتروني، وعقد المؤتمرات وورش العمل الخاصة بالثقافة الرقمية.

بسّام عليّان

أمين سرّ الجمعية