العدد 73 - اقتصادي
 

محمد علاونة

لم يعد الحجر يحتكر واجهات البنايات في البلاد، مع التوسع العمراني، بخاصة في القطاع التجاري الذي بدأت تكسو بناياته المشيدة حديثا ألوان متباينة، بيضاء وفضية وبرونزية وذهبية مصنوعة من الألمنيوم.

الألمنيوم ليس أقل تكلفة من الحجر، لكن الإقبال عليه زاد بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة في ظل المشاريع التجارية والسياحية الكبرى التي بدأت بالنهوض في الأردن، بحسب عضو مجلس إدارة الشركة العربية لصناعة الألمنيوم «آرال» فؤاد أيوب، الذي يقول إن الغايات الجمالية تقف وراء الانتشار الذي تشهده تلك الواجهات، وتحديدا في المباني التجارية التي لم تكن منتشرة بشكل ملحوظ.

الأردن يستهلك سنويا نحو 12 ألف طن من الألمنيوم، وتزوده باحتياجاته ستة مصانع محلية، فضلاً عن ما يستورده من البحرين ودبي. بينما يعمل في صناعة الحجر والرخام نحو 720 شركة، 95 في المئة منها شركات صغيرة ومتوسطة الحجم، بحسب بيانات غرفة صناعة الأردن.

الحجر ما زال يحتفظ بمكانته في صناعة الإنشاءات، بحسب صاحب محجر فواز القاسم، الذي يؤكد أن ما يشاع من أن «صيانة المباني ذات واجهات الألمنيوم سهلة، بعكس الحجر» غير صحيح.

القاسم الذي يمتلك مصنعا للرخام في منطقة صويلح، يضيف أن واجهات الحجر الجديدة تُطلى بمادة حافظة تحميها من التآكل أو الرطوبة بسبب تغيرات الطقس.

يتميز الألمنيوم بصلابته في مواجهة الظروف المناخية والعوامل الجوية الصعبة، بحكم أنه مادة غير قابلة للتحلل، علاوة على أنه خفيف الوزن، ولا يتأثر بالرطوبة الجوية ودرجات الحرارة العالية، ما يمنحه ميزة العمر الأطول في مواجهة أقسى الظروف المناخية صعوبة، ما شجّع على استخدامه في واجهات البنايات الزجاجية محلياً، وفقا لأيوب.

الطلب على الألمنيوم ازداد في الآونة الأخيرة مع توسع ملحوظ شهدته المشاريع التجارية التي تعتمد في معظم دول العالم بشكل أساسي على الألمنيوم والمعادن، بحسب أيوب.

أرقام صادرة عن دائرة الإحصاءات العامة تبين انخفاض عوائد صادرات مادة الألمنيوم نتيجة وجود طلب في السوق المحلية، من 8 ملايين دينار العام 2004 إلى 1.6 مليون العام 2006 لتستقر عند 2 مليون دينار خلال العامين 2007 و2008.

بيد أن القاسم يبيّن أن تبعات الارتفاعات المتكررة في أسعار الألمنيوم في غضون الأشهر الستة الماضية، من الممكن أن تدفع ببعض المطورين العقاريين والملاّك إلى العزوف عن استخدام المادة في عقود المقاولات الجديدة، نتيجة تذبذب سعرها بشكل لافت، فيما ينذر ذلك بتحوّل توجهات الملاّك والمطوّرين إلى البنايات التقليدية، بصورة ستقلص من انتشار الطرز المعمارية الحديثة ذات واجهات الزجاج والألمنيوم.

أسعار الألمنيوم في السوق المحلية تراجعت نهاية العام الفائت بعد أن سجلت ارتفاعا ملحوظا في الشهور الأخيرة من العام 2008، وبنسبة 35 في المئة.

وبلغ سعر طن «البلت» واصل إلى المصنع 3400 دولار، صعودا من 2210 دولارات.

وساهم ارتفاع مادة الـ«البلت» عالميا التي تشكل 100 في المئة من تصنيع الألمنيوم، إضافة إلى ارتفاع أسعار مادة الأسيد التي يراوح سعر الطن منها بين 180 و220 دينارا، إضافة إلى زيادة أسعار مادة الصودا إلى أكثر من 120 دينارا، في زيادة التكلفة النهائية لمادة الحديد.

في السوق المحلية هناك ألوان عدة من الألمنيوم وبأسعار مختلفة، وتتمثل في اللون الأبيض ويبلغ سعر الطن 3600 دينار، الفضي (3780 ديناراً)، البرونزي والذهبي (نحو 4108 دنانير).

ورغم المنافسة التي يشهدها الحجر من قِبل صناعة الألمنيوم، ما زال الحجر يعكس المشهد العام للمباني في البلاد، وتوافر أنواع مختلفة منه بحسب مواصفاتها وأسعارها، منحت المقاولين فرصة لخيارات أكثر، إضافة إلى توفر استراتيجي كبير من المواد الأولية لمنتجات هذه الصناعة.

فهنالك حجر معان، وهو الأفضل في الأردن من حيث الخصائص الفيزيائية، وله أسماء عدة نسبةً إلى المواقع المحلية، منها «السطح» (ويُعرف باسم «سطح معان»)، «الجزيرة»، و«جردانة»، وهي متوافرة في درجات متباينة من الجودة، حيث تصنف إلى نخب أول، ونخب ثانٍ و«دبش».

أما حجر الرويشد فيعدّ من الأنواع الجيدة من هذا النوع، وهو يمتلك الخصائص نفسها التي تميز حجر معان تقريبا، إلا أنه أقل بياضاً، وهو يؤخذ من المستوى الطبقي نفسه لحجر معان. والاسم نسبة إلى منطقة رويشد جنوب المملكة.

ويعدّ حجر الحيان من أكثر الأنواع شيوعا، بسبب سعره المعقول وخصائصه المقبولة نسبيا، وهو أقل صلابة وأكثر امتصاصا للماء مقارنة بالأنواع السابقة، إلا أنه أكثر بياضا. والاسم نسبة إلى قرية حيان في محافظة المفرق، شمال شرق المملكة.

أما حجر السامك، فهو من الأنواع المقبولة في دول الخليج العربي، ويمتاز بلونه الموحد وكتلته التي تسمح بقصّه بمقاسات كبيرة. والاسم نسبة إلى قرية سامك.

استخدامات الألمنيوم

الألمنيوم فلز ذو لون أبيض فضّي قابل للسحب، وهو من أكثر الفلزات وفرة في القشرة الأرضية، وترتيبه الثالث من بين أكثر العناصر وفرة في الكرة الأرضية بعد الأكسجين والسيليكون.

يشكل الألمنيوم 8 في المئة وزناً من سطح الأرض الصلب، والمصدر الرئيسي للألمونيوم هو معدن البوكسيت.

يمتاز الألمنيوم بمقاومته للتآكل، وبخفة وزنه، حيث يدخل في صناعة الطائرات.

الألمنيوم فلز خفيف الوزن، غير ممغنط، جيد التوصيل للحرارة والكهرباء. وهو قابل للسحب والطرق، حيث يمكن قولبته بشكل سهل نسبياً.

تعود قدرة الألمنيوم على مقاومة التآكل، إلى طبقة سطحية رقيقة من أكسيد الألمنيوم تتشكل عندما يتعرض الفلز للهواء، مما يمنع بالتالي من استمرار عملية الأكسدة.

لا يتوافر فلز الألمنيوم في الطبيعة بشكله النقي الحر، إنما يكون في الغالب مرتبطاً مع الأكسجين على شكل أكاسيد أو سيليكات.

يُستخدم الألمنيوم على نطاق واسع في منتجات عديدة في حياتنا اليومية: أدوات المطبخ، الأثاث، لعب الأطفال، مزيلات العرق، أدوية عسر الهضم، أجزاء في الطائرات والصواريخ، رقائق الألمنيوم الشهيرة بـ”الفويل” التي تُستخدم في المطبخ للفّ الأطعمة.

يرجع استخدام الألمنيوم في البناء إلى وسط القرن التاسع عشر، عندما أمكن إنتاجه تجاريا، ومنذ ذلك الحين نما إنتاج الألمنيوم عالميا (22 مليون طن سنويا منذ العام 1977)، متقدما على النحاس.

يُستخدم الألمنيوم في الكثير من المنتجات الصناعية، وفي البناء بشكل خاص، على هيئة أعمدة وإطارات شبابيك وقواطع وتغطية خارجية في الأسقف والجدران وتغليف الهياكل الإنشائية، وعلى هيئة أوراق من الألمنيوم للحماية من تسرب المياه.

ويأتي استعماله في أول قائمة الاستعمالات، لأنه خفيف الوزن، عازل للماء، ولكونه مادة تغطية، فإن ذوبان التغطية بفعل الحريق يؤدي إلى التخلص السريع من الغازات والأبخرة إلى خارج المبنى، كما أن خفة وزنه منحته سهولةً في حمله، تفوق مواد البناء الأخرى، مثل الحديد والخاصين، وبالتالي سهولة البناء به.

تتعدد وسائل ترتيب الألمنيوم وربطه، فيمكن «تعشيق» مكوناته (كوادر وكمرات وأعمدة)، كما يمكن تثبيته أو لصقه أو لحامه.

الألمنيوم ينافس الحجر في المشاريع التجارية الجديدة
 
23-Apr-2009
 
العدد 73