العدد 73 - الملف
 

ابراهيم قبيلات

المخدّرات سلعة «نصف تصنيعية»، فهي من أصل نباتي، ولكنها تتحول مخدرات قاتلة إذا ما عولجت كيميائياً، حيث ينتج عن ذلك: الهيروين، الكوكائين. لكن هناك مخدرات تصنيعية بالكامل مثل: السكونال، الكبتاغون.

تقسم المخدرات إلى قسمين: المواد المخدّرة عبر تأثيرها على الجهاز العصبي، والمواد المخدّرة بحسب طبيعتها «مخدرات طبيعية»، وهي من أصل نباتي وتنقسم إلى أربع فئات: الأفيون، الحشيش، الكوكا، القات.

المواد المخدّرة بحسب تأثيرها على الجهاز العصبي تنقسم إلى: مواد مخدّرة «الأفيون» «الهيروين». والمهبطات والتي بدورها تنقسم إلى: مهدئات» فاليوم» ومنومات «سيكونال»، و«الحشيش»؛ يعتبر من المهبطات إذا أُخذ بكمية قليلة، ومن المهلوسات إذا أُخذ بكمية كبيرة. وأخيراً المنشطات مثل «الكبتاغون».

نبات الخشخاش، هو مصدر صناعة الأفيون. ينتج نبات الخشخاش أزهاراً بأربعة ألوان: بيضاء، قرمزية، حمراء، أو بنفسجية، وأرجوانية. وللنبات رأس، أو كبسولة، بيضاوية الشكل، ويراوح حجمها عند النضج بين حجم حبة الجوز وحجم البرتقالة الصغيرة، وتكثر زراعته في تايلاند، لاوس، ميانمار، باكستان، الهند، أفغانستان، وإيران. والأفيون هو العصير المتخثر لثمرة خشخاش الأفيون «الكبسولة»، والتي تفرز مادة حليبية، وعند ملامستها للهواء، تصبح أكثر تماسكاً، ويتحول لون «العصير» إلى البني الداكن، ثم يسقط من على الكبسولات ويجمع في أوعية خاصة، وعندئذ يكون له شكل العسل الأسود (الدبس)، وبعد أن يجفف يأخذ اللون الداكن.

والأفيون هو أول مخدر وضع تحت الرقابة الدولية بناءً على معاهدة الأفيون المبرمة في لاهاي بتاريخ 13 كانون الثاني/يناير 1912، والتي دخلت حيز التنفيذ في 10 كانون الثاني/يناير 1920.

الحشيش، هو أكثر المخدرات انتشاراً في العالم، وهو يستخلص من إفرازات نبات القنب والسطح العلوي لأوراقه، وهو يشبه في مظهره التبغ، ولكن لونه يميل إلى الإخضرار أكثر من اللون البني.

ويعد لبنان مصدراً لإنتاج الحشيش الذي يمتاز بجودته واحتوائه على نسبة كبيرة من العنصر الفعال: «تتراهيد روكنابينول». وتتركز زراعة الحشيش في وادي البقاع، حيث يحصد نبات القنب «الحشيش» بعد اكتمال نضوجه ويربط حزماً تجفف في الشمس، وعندما يجف تتساقط منه ذرات الحشيش «الراتنغ»، كما يمكن جمع الراتنغ أثناء فترة إزهار النبات عن طريق كشطه من سطح الأوراق العليا للنبات. ثم ينقل النبات إلى مكان نظيف محكم الغلق، حيث تغطى جدرانه بقماش أبيض، ويقوم عمال مدربون بضرب النبات بالعصا فتفصل سيقان النبات عديمة الفائدة، أما ما يتبقى فيدق ويغربل في غرابيل ذات عيون خاصة. ثم يكبس الحشيش بمكابس خاصة ويغلف بقماش وتسمى «ترب الحشيش».

عندما تقل نسبة العنصر الفعال «تتراهيد روكنابينول» في نبات القنب يصبح الحصول على «راتنغ» الحشيش منه مستحيلا، ولا يمكن تجفيف النبات وصنع ترب وكتل وألواح منه. وفي هذه الحالة تجمع أوراق النبات وتجفف وتلف أو تدق وتسمى الماريغوانا أو الماريهوانا أو البانغو .

وقد ساعدت التقنية الحديثة على زراعة الماريهوانا في المحميات المغلقة وعلى المسطحات المائية، بالإضافة إلى تجويد إنتاجها. وتنتشر في الولايات المتحدة الأميركية مزارع صغيرة تنتج الماريهوانا للاستخدام الشخصي، كما تنتج الماريهوانا في نيجيريا وغانا وفي أفريقيا وفي كولومبيا في أميركا الجنوبية.

وفي صعيد مصر والدلتا تزرع أقل أنواع الحشيش جودة، حيث يصنع شكل آخر من الحشيش يختلف عن «الراتنغ» والماريهوانا، فبعد تجفيف أوراق النبات وزهوره وفركها تغلى في ماء ساخن وتصنع منها كور صغيرة تسمى فولة. وقد انتشرت في مصر مؤخراً زراعة الحشيش في جبال سيناء، وتبين أن البانغو السيناوي أكثر جودة من البانغو السوداني لذا حل محله في مصر.

وقد أدرج الحشيش تحت الرقابة الدولية بناء على اتفاقية المؤتمر الثاني للأفيون التي وقعت في جنيف شباط / فبراير 1925.

يعد الهيروين والكوكائين أكثر العقاقير المخدرة فتكا. يستخرج الكوكائين من ورقة نبات الكوكا، وهي شجيرة ذات أوراق حمراء تزرع في بيرو وبوليفيا وكولومبيا وأنحاء أخرى من أميركا الجنوبية، فهي لا تنمو إلا في مناخ تراوح درجة الحرارة فيه بين 15 و 20 درجة مئوية. ويزرع نبات «الكوكا» في جبال الأنديز ومناطق أخرى في أميركا اللاتينية، وأكثر الدول إنتاجاً له هي: بيرو، بوليفيا، كولومبيا. وقد تم مؤخراً اكتشاف معامل لتصنيع الكوكائين في بعض الدول الواقعة على البحر الأبيض المتوسط.

أكتشف الكوكائين في منتصف القرن التاسع عشر، وهو مسحوق ناعم الملمس بلوري أبيض اللون عديم الرائحة يشبه ندف الثلج. وفي أواخر القرن المذكور استخدم الكوكائين في علاج العيون وفي التخدير في العمليات الجراحية، كما استخدم علاجا لتخفيف آلام المعدة ولعلاج النزلات ودواء مقويا، وما لبث المدمنون أن أقبلوا عليه وقلت استعمالاته في المجال الطبي.

وعند تعاطيه يتم امتصاصه في الدم بسرعة ويصل إلى مخ المتعاطي في ثوانٍ، قليلة، لذا، فقد أصبح أكثر المخدرات إحداثاً للإدمان وسبباً للموت.

والكوكائين تحت الرقابة الدولية بناء على معاهدة الأفيون الدولية الموقعة في لاهاي سنة 1912.

مثل الكوكائين، أنتجت «الهيروين» شركة أدوية هي شركة باير الألمانية، وطرحت تجارياً كدواء في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، غير أن آثاره السيئة ما لبثت أن ظهرت وتوقف الأطباء عن وصفه كعلاج.

أول دولة ظهرت فيها مشكلة تعاطي الهيروين هي الولايات المتحدة الأميركية، وثاني دولة هي مصر، في الفترة بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، ولكن الصين مالبثت أن حلت محل مصر لتصبح بعد ذلك مركزاً لإنتاج الهيروين وتعاطيه. ومناطق إنتاج الهيروين هي مناطق إنتاج الأفيون ومناطق أخرى لا تنتجه، ولكن فيها معامل لتحويله إلى الهيروين. ومن أهم مناطق تحويل الأفيون إلى الهيروين المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان.

المخدرات: بعضها مُصنّع وبعضها طبيعي وكلها فتّاك
 
23-Apr-2009
 
العدد 73