العدد 73 - بلا حدود
 

تعنى مؤسسة “إنجاز” بتهيئة الفرص الاقتصادية للشبان من طلبة المدارس والجامعات، من خلال برامج تدريبية تنفذها بالشراكة مع وزارتي التربية والتعليم العالي وصندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية (للإرشاد المهني)، ومع القطاع الخاص الذي ينهض بمسؤوليته الاجتماعية في فرز آلاف المتطوعين الذين ينفذون الدورات التدريبية بأساليب عصرية لتهيئة الطلبة لمهارات أساسية في الريادة والقيادة والتعرف إلى احتياجات السوق. كما توفر “إنجاز” برامج إضافية تتمثل في عملية الربط الوظيفي للطالب والطالبة من خلال معرض الوظائف السنوي، ووظيفة ليوم، والشهر الوظيفي، والتدريب الصيفي، والخيار المهني. لتسليط الضوء على هذه الجوانب، حاورت “السجل” نائب الرئيس التنفيذي مهند الجراح بمشاركة دانا العيسى وخولة العرقسوسي.

“السجل”: من أين بدأت فكرة إطلاق “إنجاز”؟.

- مهند: تجد فكرة “إنجاز” جذرها في تشخيص الفجوة القائمة بين احتياجات القطاع الخاص للموارد البشرية وبين مخرجات القطاع التعليمي. ففي الأردن خريجون كثيرون، لكنهم لا يمتلكون دائماً المهارات اللازمة للالتحاق في سوق العمل، ما يبرز أهمية المواءمة بين الطرفين. ويشبه عملنا حمل القطاع الخاص إلى المدارس والجامعات والتجسير بينه وبين الطلبة. بدأت “إنجاز” كأحد مشاريع مؤسسة إنقاذ الطفل العام 1999، وتحولت بعد سنتين إلى مؤسسة مستقلة غير ربحية تحت رعاية الملكة رانيا العبد الله، السفيرة الإقليمية لإنجاز العرب، حيث انطلقت المؤسسة من الأردن إلى العالم العربي، وأصبح لها وجود في 14 دولة عربية. و”إنجاز” عضو في المؤسسة الشبابية العالمية Junior Achievement Worldwide.

“السجل”: ما أهداف “إنجاز”؟.

- مهند: المجتمع الأردني مجتمع فتي، ويشكل الشباب 70 بالمئة من سكان الأردن. والمنافسة أصبحت الآن في أسواق العمل أكثر صعوبة. من هنا تسعى “إنجاز” إلى تهيئة الشبان لسوق العمل ولتعريفهم على الفرص المتاحة. وتعمل المؤسسة على تهيئة الشبان من الفئة العمرية 15-24 سنة لمهارات رئيسية ضمن ثلاثة مسارات، هي: مهارة الريادة، مهارة القيادة، والتعرف على السوق واحتياجاتها سواء كموظفين أو كأرباب عمل. وتندرج جميع برامجنا تحت هذه المسارات الثلاثة.

“السجل”: من هي الفئات المستهدفة؟.

- خولة: الفئة المستهدفة هي طلبة المدارس ومؤسسات التعليم العالي. ونحن نعمل بالشراكة مع وزارة التربية، حيث نأخذ حصة تربية مهنية لبرنامج “إنجاز” التدريبي. الصفوف المشمولة بالتدريب هي من السابع إلى الحادي عشر. ونحن نعمل في المدارس الحكومية ومدارس الأنروا ومدارس الثقافة العسكرية. ويبلغ عدد المدارس التي نعمل معها 153 مدرسة في المملكة. وإذا كان عدد الطلبة في الشعبة الواحدة أكثر من أربعين، نفصل الشعبة إلى قسمين.

- دانا: على صعيد التعليم العالي، نحن نعمل حالياً مع 31 جامعة وكلية مجتمع. عملنا يتم بالشراكة مع وزارة التعليم العالي ومع صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية “للإرشاد المهني” في الجامعات. يتركز عملنا في الجامعات الحكومية وبعض الجامعات الخاصة. ويندرج عملنا تحت مظلة الصندوق وله مكاتب ارتباط في الجامعات. وفي كل جامعة مستهدفة يكون لدينا “لجنة إنجاز الطلابية” التي يتراوح عدد أعضائها من خمسة إلى 15 عضواً. تعمل اللجنة على ترويج دورات “إنجاز” بين الطلبة. وفي بداية كل فصل نقوم بحملة إعلانية لجذب الطلبة للمشاركة في البرامج التدريبية.

“السجل”: من ينفذ دوراتكم التدريبية ؟.

- مهند: القطاع الخاص هو الشريك الاستراتيجي لـ “إنجاز”. فهناك 200 شركة ترفدنا بمتطوعين، حيث بلغ عددهم هذا العام 2000 متطوع، فيما بلغ عددهم خلال السنوات التسع الماضية أكثر من سبعة آلاف متطوع، قدّموا خبراتهم وجهودهم لتنفيذ الدورات التدريبية. وهناك معايير لاختيار المتطوعين، في مقدمتها أن تكون خبرة المتطوع ومؤهلاته مناسبة للدورة المرشح لها. وفي كل واحدة من الشركات الشريكة لنا هناك منسق يقوم باستقطاب المتطوعين المناسبين وتزويدنا بأسمائهم، ثم تتم عملية الربط بين المتطوع والمدرسة أو الجامعة. إلى جانب ذلك هناك متطوعون أفراد لديهم دوافعهم للمشاركة في هذا العطاء.

“السجل”: ماذا بشأن كفاءة متطوعي المدارس؟.

- مهند: في المدرسة، فإن الحصص التدريبية تعطى بإشراف أساتذة التربية المهنية، الذين يحضرون الحصص ويشاركون فيها بالقدر اللازم. لذلك هناك مقابل كل متطوع معلم مهني، ويعمل هذان الاثنان معاً كفريق عمل. وبشكل عام يتم اختيار المتطوعين وفق معايير معينة. وإلى جانب ذلك هناك فريق “إنجاز” الذي يتواصل مع المتطوعين لمساعدتهم في ما يحتاجون إليه. كذلك تقدم “إنجاز” التدريب التوجيهي اللازم للمتطوعين لتعريفهم بمتطلبات التعامل مع الفئة العمرية التي يدربونها، وأساليب التدريب التشاركية، إضافة إلى المعلومات عن المناهج التي يعطونها.

“السجل”: ماذا تمثل “الدورة” التي تنفذها إنجاز في الجامعة أو المدرسة؟ .

- دانا: الدورة في الجامعة تشمل حصص تدريب على مناهج مختارة. ويتضمن برنامج الدورة، حصة واحدة أسبوعياً لعدد يتراوح بين 8 إلى 12 جلسة. مدة الحصة ساعة ونصف الساعة. وتتحدد الدورة في الجامعة من حيث عدد الحصص ومنهاجها ومكان عقدها مع مدير صندوق الملك عبدالله الثاني في المؤسسة التعليمية. الطالب المشارك يختار حصته في يوم محدد من الأسبوع وساعة محددة، حسب ظرفه الدراسي، ويرتبط بمتطوع محدد ضمن الدورة الواحدة، ويمكنه المشاركة في أكثر من دورة إذا رغب.

- خولة: في المدرسة، تعطى الحصة بدل واحدة من حصّتي التربية المهنية. لذلك تكون مدة الحصة 45 دقيقة. يجب أن يكون هناك تحضير مسبق للجلسة. كل منهاج له طرقه الخاصة في التنفيذ. وهناك حرص على تجنب الأسلوب التلقيني في إعطاء الحصص، واعتماد المنهج التشاركي بما يشتمل عليه من عصف ذهني، حوار، لعب أدوار، العمل ضمن فريق، تمثل مهارات الاتصال، تقديم الذات، وكسر الجمود. وما يسهل هذا الأمر على المتطوع أن لكل منهاج حقيبة تدريبية متكاملة فيها كتيب إرشادي نسميه “كشكول” وتدريبات وألعاب وغيره.

“السجل”: أين البرامج العملية؟.

- مهند: لتسهيل عمليّة انتقال الطّلبة من مقاعد الدّراسة إلى الحياة العمليّة، تنفّذ إنجاز برنامج الربط الوظيفيّ. يتضمّن البرنامج خمسة أنشطة، هي: معرض الوظائف السّنوي، وظيفة ليوم، الشّهر الوظيفي، التّدريب الصيفي، وخياري المهنيّ. بالنسبة لـ “وظيفة ليوم” هذا النشاط مخصص لطلبة المدارس لاختبار ميولهم المهنية، ومساعدتهم على اكتشاف خصائص الوظيفة المرغوبة. يتلقى الطالب تدريباً مسبقاً قبل التوجه للعمل بالوظيفة التي اختارها، مع موظف في شركة بحيث يكون كظلّه يمارس ما يمارسه.

أما الشهر الوظيفي، فيتم التعامل مع مهنة معينة كل شهر، حيث يتم تقديم محاضرات نظرية وتطبيق عملي. هذا النشاط مخصص لطلبة المدارس لمساعدتهم في اختبار ميولهم. ويحمل النشاط الثالث اسم “خياري المهني”، وسنبدأ في تنفيذه في أيار/مايو المقبل وهو نشاط ليوم واحد يشارك فيه الطلبة مع أهاليهم، حيث يتم التعريف بحوالي بعشرين مهنة أو أكثر في مكان واحد واسع. ويتمثل النشاط الرابع بالتدريب الصيفي الذي بدأ العمل به منذ أربع سنوات، حيث يتيح للطلبة التدريب على مشروع معين في شركة من شهر إلى شهرين.

- دانا: بما يخص معرض الوظائف، فنحن بصدد افتتاح المعرض السابع للوظائف والتدريب غداً الجمعة، وهو من أكبر المعارض في المنطقة. ويهدف إلى ربط الطلبة الخريجين ومن هم على أبواب التخرج مع الشركات. وسوف تعرض الشركات المشاركة على الجمهور 3000 آلاف وظيفة شاغرة. والمعرض مدينة بمرافق متكاملة، إذ إن لكل نشاط ركناً خاصاً به.

- خولة: من أركان المعرض الرئيسية ركن المعلومات، ويقدم كل المعلومات عن المعرض، ويشتمل على دليل إرشادي وكراسات تعرف بالشركات المشاركة. ومن الأركان المهمة الأخرى ركن تصميم السيرة الذاتية. تستقطب الشركات السير الذاتية، إلى جانب عرضها للوظائف الشاغرة والمتوقعة أيضاً في المدى القريب.

“السجل”: كيف تتأكدون من فعالية برامجكم؟

- مهند: تضم المؤسسة دائرة للمتابعة والجودة، وظيفتها التأكد من طريقة تنفيذ البرامج كما هو محدد لها، من خلال التقييم قبل البدء بتنفيذها وبعده. وتبدي المؤسسة كل الحرص على قياس أثر البرامج على الطلبة من خلال أدوات التقييم المتاحة كالتغذية الراجعة، والاستبيانات الموجهة للطلبة، وللمتطوعين، وللمعلمين في المدارس. ويزداد أعداد الطلبة المستفيدين من برامج “إنجاز” باستمرار. ففي العام الذي انطلقت فيه “إنجاز” تم تدريب 239 طالباً، أما في العام الجاري، فيستفيد من برامج المؤسسة مئة ألف طالب وطالبة. وبمناسبة مرور عشر سنوات من عمر “إنجاز”، نعدّ لدراسة، تتناول نماذج من الطلبة المتدربين وتتبع أحوالهم.

“السجل”: كيف توفر “انجاز” الموارد لتمويل أنشطتها وكيف تدير عملها؟.

- مهند: تقوم الوكالة الأميركية للإنماء الدولي بتوفير الدعم للمؤسسة منذ انطلاقتها العام 1999، وسيستمر هذا الوضع حتى العام 2014، حيث يتعين على “إنجاز” أن تؤمن استدامة الموارد من خلال القطاع الخاص، وهذا ما تم البدء بتنفيذه. ويعتبر مجلس إدارة “إنجاز” عنصراً مهماً لنجاح المؤسسة في عملها. ويتكون المجلس من 34 عضواً من القطاع الخاص، يقدمون التوجيه للمؤسسة لضمان استدامتها. وإلى جانب الرئيسة التنفيذية ديما بيبي، هناك ست دوائر تتولى العمل على تنفيذ السياسات المقررة وتحقيق مهام المؤسسة وأهدافها.

“إنجاز” لتهيئة الفرص الاقتصادية للشباب الأردني: التجسير بين احتياجات السوق ومخرجات التعليم
 
23-Apr-2009
 
العدد 73