المؤلف: ريتشارد كيرني

المترجم: سمير مندي

الناشر: أزمنة للنشر والتوزيع، 2009

عدد الصفحات:185 صفحة

يحاول كيرني في هذا الكتاب الإحاطة بفلسفة بول ريكور مترامية الأطراف، وقراءة هذا المفكر الذي تنوعت مرجعياته الفلسفية لتشمل تراث الفلسفة الغربية ممثلاً بأرسطو وأوغسطين وديكارت وياسبرز وكانط وهيغل.

يعدّ بول ريكور واحداً من أبرز المفكرين في القرن العشرين، وُلد في فالنس بفرنسا العام 1913، وعمل أستاذاً للفلسفة في جامعات بستراسبورغ وباريس وشيكاغو، كما شغل منصب مدير مركز الفينومينولوجيا والهيرمينوطيقا بباريس خلال الأعوام 1970 – 1980. نشر ريكور ما يزيد على الثلاثين عملاً مهماً، بدءاً من الوجودية والظاهراتية، مروراً بالتحليلات النفسية والسياسية والدينية، وحتى نظرية اللغة.

يعرض كيرني بعضَ الملامح التي تميز بها ريكور، إذ قام بتعميق مجموعة من التساؤلات حول ما يدعى «الإبداع الدلالي»، كيف يمكن لمعنى جديد أن يولد، وكيف يمكنه خلال ذلك أن يعيد تفعيل معنى الماضي؟

تعتمد هذه القضية على فرضية أن الوجود ضرب من ضروب التفسير (الهيرمينا)، أو أن الحياة تفسر نفسها بنفسها، فطوّرَ ريكور نظرية أسماها «الطريق الطويلة» التي يمر التأويل من خلالها بتوسطات متعددة. الأمر الذي دفع ريكور لإقامة حوار مع العلوم الإنسانية، حيث تكتشف الفلسفة حدودها في ما هو خارج الفلسفة، ويَعْبُرُ المعنى العلامات المختلفة من خلال هذه الحدود المتبادلة، وينتظم في وجود ما يؤوله الفهم الإنساني.

يعرّج كيرني على الجهد الذي وضعه ريكور في قراءة الرمز والأسطورة، وتناوله النقدي لنظرية التحليل النفسي الفرويدية في كتابه «فرويد والفلسفة: مقالة في التفسير»، حيث كشف ريكور عن «دلالة الرغبة»، فبينما يقودنا اللاوعي إلى الشك في سلطة التفكير الواعي، يكشف التأويل عن صراع التأويلات الأساسي.

يتمخض عن هذا الصراع ثلاثة مستويات هي: تأويلية أركيولوجية تكشف عن أصل «الأنا – الواعية»، وتأويلية غنائية تتطلع إلى إصابة المعنى وراء الأنا الواعية، وتأويلية أُخروية تكشف عن التعالي أو بعد المعنى المقدس قبل البداية وبعد النهاية.

جاء الكتاب في ستة فصول كانت بمثابة المفاتيح التي ولج من خلالها المؤلف إلى العالم الفكري لبول ريكور، وهي: بين الظاهراتية والهيرمينوطيقا، بين الخيال واللغة، بين الأسطورة والتراث، بين الإيديولوجيا واليوتوبيا، بين الخير والشر، وبين الشعرية والأخلاق.