العدد 72 - استهلاكي | ||||||||||||||
بعد انخفاض عن مستويات سعرية غير مسبوقة وصلت إلى 100 في المئة في الأرباع الثلاثة الأولى من 2008، بدأت أسعار الزيوت النباتية بالارتفاع مجددا، في خطوة وصفها عاملون في هذا المجال بـ”التصحيحية”. وقفزت أسعار الزيوت النباتية نحو 25 في المئة خلال الأسبوعين الماضيين، ما عزز توقعات بأن الانخفاض الذي شهدته أسعارها لن يدوم طويلا. مدير عام شركة مصانع الزيوت النباتية الأردنية باسل الريماوي، قال إن أسعار زيت الذرة عاودت الصعود إلى ما معدله 1000 دولار للطن الخام، بعد أن كانت انخفضت إلى 800 دولار في الأشهر الثلاث الأولى من العام 2009، وتوقّع أن تستمر الأسعار في الصعود. يرى الريماوي أن هناك تلازماً بين الزيوت النباتية والنفط على صعيد الأسعار، بخاصة بعد بدء استخدام الزيوت النباتية في صناعات الوقود الحيوي والإيثانول، التي تلجأ إليها الولايات المتحدة الأميركية بشكل رئيسي لتحوّلها إلى طاقة بديلة، مما قلّص الكميات المعروضة بشكل عام. يضيف: «كلما ارتفع سعر النفط توجهت الشركات لاستخدام الزيوت النباتية لإنتاج الوقود الحيوي». أسعار الزيوت النباتية في الأسواق المحلية شهدت تراجعاً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، لانخفاض أسعارها عالمياً، وتراجع أسعار المواد الخام المستوردة لغايات صناعتها، إضافة لانعكاس تراجع أسعار النفط على عمليات النقل. إلا أن الريماوي يؤكد أن الكميات الموجودة في السوق ابتيعت وفقاً للأسعار المنخفضة، وما زالت مخزنة لدى التجار بكميات معقولة تساهم في استقرار أسعارها على انخفاض لفترة ما تلبث بعدها أن ترتفع. “لن تنعكس الأسعار الجديدة على السوق المحلية، إلا بعد شهر أو شهرين، وهذا هو الوضع الطبيعي”، يقول الريماوي. توقُّعات ارتفاع الأسعار هذه دفعت تجارا ومراكز بيع كبرى إلى شراء كميات كبيرة من الزيوت، على الأسعار الحالية، وبالتالي زيادة منافستها في السوق خلال الأسابيع المقبلة. ولاحظت “ے” أن الصحف الإعلانية المجانية امتلأت بعروض منافسة على أنواع عدة من الزيوت النباتية، بعد أن كادت هذه العروض تغيب عن الصحف خلال العام الفائت نتيجة ارتفاع الأسعار. وتعمل في السوق المحلية ثلاث شركات في تكرير الزيت الخام وتعبئته هي: شركة الريماوي التي تنتج الزيت تحت اسم “الغزال”، وشركة القرية التي تنتج زيت “القرية”، والشركة العالمية التي تنتج “غولدن كورن” و”شهرزاد”. ويستورد الأردن الزيوت المعبأة من السعودية بشكل رئيسي تحت الأسماء التجارية: “عافية”، “العربي” و”مازولا”. محليا، كانت أزمة ارتفاع الأسعار أخرجت شركات صغيرة من السوق، لعدم قدرتها على المنافسة، وابتياع كميات من الزيت الخام الذي ارتفعت أسعاره من 900 دينار للطن من زيت الذرة إلى 1500 دينار. بحسب مصنّعين، عادت أسعار مواد التعبئة والتغليف وتكاليف النقل إلى الارتفاع، ما يعزز توقّعات ارتفاع أسعار الزيوت النباتية. وقال مدير المبيعات في شركة لاستيراد الزيوت، إن الأسعار سترتفع كثيرا في المستقبل القريب، نتيجة للزيادة السكانية العالية، وبرامج التصحيح الاقتصادي الرامية إلى معالجة آثار الأزمة المالية العالمية، التي تتطلب زيادة الإنفاق، وتعزيز الإنتاج والمشتريات عالميا، لمساعدة الاقتصادات المتأثرة بالأزمة. هذا، بحسب المدير الذي فضّل عدم نشر اسمه، سيرفع الأسعار ضمن معادلة العرض والطلب الأساسية. إلى ذلك، قال الريماوي إن الطلب كان أكبر ما يكون خلال الأزمة على زيت الذرة الذي ما زال الأغلى ضمن قائمة الزيوت التي تُستهلك محليا. زيت الذرة أكثر ما يُستخدم في البيوت، فيما تستخدم المطاعم والفنادق مثلا، زيت عباد الشمس وزيت الصويا، حيث أن الأخير يتحمل درجات حرارة مرتفعة، ما يجعل من السهل القلي فيه لمرات عدة. الريماوي ينصح المستهلكين بالاتجاه إلى زيت عباد الشمس، الذي يعدّ الأكثر صحة لجسم الإنسان وأقل الزيوت احتواءً على الكولسترول. يقول في الوقت نفسه إن العالم ما زال مصرّا على أن زيت الذرة هو الأفضل من ناحية الطعم، بخاصة أن الآلة الإعلانية الأميركية التي تضخّ بهذا الاتجاه فعالة في جميع أنحاء العالم. |
|
|||||||||||||