العدد 10 - علوم وتكنولوجيا | ||||||||||||||
علا الفرواتي
ظاهرة التشبيك الاجتماعي social networking التي تتضاعف سنوياً لم تستثن الأردن إذ يؤكد متخصصون وعاملون في حقل الإنترنت تسارع انتشار هذه الظاهرة منذ سنوات، في بلد يطل 16بالمئة من سكانه ال 5،8 ملايين نسمة على فضاءات الشبكة العنكبوتية. ويجادل متخصصون أن التشبيك الاجتماعي، التدوين ومشاركة المعلومات والصور على الإنترنت فضلاً عن استخدام الإنترنت في بناء وتقوية صداقات، تمثل مستقبل الإنترنت في الأردن بخاصة مع ندرة المواقع العربية التي تقدم محتوى علمي وثقافي. مواقع مثل Facebook وHi5 و Myspace و Youtube عالمياً وموقعا “مكتوب” و”اكبس” محلياً تحتل مراتب عليا على لائحة المحطات التي يزورها الأردنيون. بمقارنة سريعة: نما أعضاء شبكة الأردن على Face book بنسبة 20بالمئة في شهرين فقط إذ كان أعضاء الشبكة نحو 70 ألفاً في شهر تشرين الثاني 2007 وارتفع العدد إلى 91 ألفاً الشهر الحالي. الملفت للانتباه أن هذا العدد قفز بمقدار 133 مستخدماً في ساعتين فقط، مساء الأحد الماضي. وتنشط الفئات العمرية بين 15 و25 عاماً على هذه المواقع في الأردن، إذ يؤكد أحد رواد صناعة الإنترنت أحمد حميّض أن جيل الشباب من هذه الفئة العمرية “ولد وترعرع” مع الإنترنت. وبالتالي تمثل له الشبكة الكونية وسيلة الاتصال الأولى بعد تراجع الهاتف الأرضي أمام الفضاءات التفاعلية الرحبة التي تقدمها شبكة الإنترنت. ويقول حميض: “الإنترنت عالم تنتفي فيه سيطرة الأهل على طرق التفاعل والتعارف وتمثل أول مظاهر انفصال الشباب والمراهقين عن الأهل نحو تكوين شبكتهم الاجتماعية الخاصة والانتقائية”. حميض الذي أطلق أخيراً على الشبكة موقع تبادل الأخبار الاجتماعي “وت وت.. www.watwet.com كان أطلق سابقاً موقع اكبس www.ikbis.com الذي أطلق عليه كثيرون اسم you tube العالم العربي. موقع وت وت يستقي فكرته من موقع Facebook وwww.twitter.com ويتمثل بشكل رئيسي في وضع أخبار المستخدم على الشبكة إجابة للسؤال الرئيسي: ماذا تفعل الآن؟ حميض يقول إن ما يميز “وت وت” هو جمعه للقوة الاتصالية بين الهاتف الخلوي الذي تصل نسبة انتشاره إلى نحو 74.2بالمئة من الأردنيين وبين الإنترنت الذي تصل نسبة انتشاره إلى 16بالمئة . ويؤكد المستثمر أن استخدام الموبايل كبوابة للإنترنت سيساهم في نشر استخدام الإنترنت الذي يتعثر استخدامه بضعف انتشار الكمبيوترات الشخصية وارتفاع كلفة الربط بالشبكة. ويقول حميض: “وت وت يشعر الشخص إنه على إتصال بأصدقائه، وكأنه يقول لهم “أنا موجود”. تجاوزت مواقع التشبيك الاجتماعي استخدامها في الأردن أخيراً إلى تبادل الأخبار الشخصية لتصبح وسيلة للتعلم، إذ تقول احدى مؤسسي موقع www.questler.com رزان الخطيب إن مواقع التواصل الاجتماعي “قد تمثل أحد أكثر وسائل التعلم نجاعة لما فيها من سرعة وسلاسة بعيداً عن أساليب التعلم الرسمية”. الخطيب تعمل على توطيد شبكة تعلّمية عالمية تتجاوز حدود الأردن، وتؤكد أن مستخدمي موقعها- الذي أطلق قبل شهرين- وصل إلى 250 عضواً، وهو في تزايد.
الديجيتالية تنافس الفيزيائية
مشهد التشبيك الاجتماعي لا ينمو بإطراد فحسب لغايات التعارف الاجتماعي، بحسب زيد ناصر، الخبير في شؤون الإنترنت والإعلان. ناصر يشدد على أن التواصل “الديجيتالي” يتجاوز العلاقات الشخصية ليصبح وسيلة تطوير أعمال وبناء علاقات “بزنس.” ناصر يؤكد أنه يستخدم مواقع مثل Facebook لتمتين علاقاته العملية والتجارية. ويقول: “أعتقد أن فرصة تقوية علاقاتي العملية زادت عبر بناء علاقة شخصية موازية للعمل مع كثير من الناس حيث يزيد التواصل الاجتماعي المستمر من فرص تحقيق أهداف عملية وتجارية”. ورغم أن الإنفاق الإعلاني على الإنترنت في الأردن متواضع جداً، ولا يزيد على 1بالمئة يقول ناصر إن على الشركات الكبرى ووكالات الإعلان التنبه إلى الأثر الإعلاني الهائل الذي يقوم به الإنترنت. الإنفاق عالمياً على الإعلان عبر الإنترنت يتراوح بين 5 - 10 بالمئة من ميزانيات الشركات حيث يؤكد ناصر أن الإنترنت بوصفه وسيلة إعلانية سبق الراديو من ناحية الإنفاق في بريطانيا وسبق الراديو والمجلات من حيث حجم الإنفاق الإعلاني في الدول الأسكندنافية. ويقول : “إذا قام أي معلن أردني باستفتاء بين زبائنه، فإنه سيدهش عند معرفة عدد الساعات التي يقضيها الناس على الإنترنت. الغريب أن المعلنين ينفقون أموالهم على الصحف والمجلات بينما يجب أن يأخذ الإنترنت الحصة الكبرى”. ومن ناحية تسويقية، فإن الفئة العمرية من 15 - 35 عاماً هي أكثر الفئات إنفاقاً، وهي الفئة التي تستخدم الإنترنت بكثافة.
العربية تتسيد
معظم مواقع التشبيك الاجتماعية تستثني أولئك الذين لا يتحدثون الإنجليزية. وهو ما دفع حميض وغيره من “المستثمرين” إلى التركيز على تطوير واجهات عربية لمواقعهم. موقع “اكبس”، بحسب حميض، يكتسب قوته في العالم العربي من تمتعه بواجهة عربية صديقة للمستخدم جعلت مستخدميه المسجلين يتجاوزون الـ15 ألفاً في السنة الأولى من عمر الموقع. الموقع يتفوق على youtube بتوفيره حساً اجتماعياً مخصصاً لل مستخدمين العرب، فيما يحاول القائمون على الموقع إبقاءه “نظيفاً” من المحتوى الإباحي أو مشاهد العنف فمثلاً لم يسمح الموقع بنشر مشاهد إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
|
|
|||||||||||||