العدد 72 - الملف | ||||||||||||||
اشتهرت الكرك بصناعة الجميد الذي ينتج غالبا في المنازل، من حليب النعاج أو حليب الماعز أو ما يسميه الكركيون بالسمار. ويقول أبو جواد، وهو كركي يصنع الجميد في بيته، إن الجميد الكركي ذو نوعية عالية ومذاق طيب، لأن النعاج والماعز في الكرك تتغذى على أعشاب طبيعية ذات نوعية ممتازة، ومتوافرة بكثرة في الكرك، فيما يوجد بعضها في مراعي الكرك فقط ومنها القرطم، البلان والشيح. وتعلم الرجل الستيني صناعة الجميد من آبائه وأجداده، واتخذها مهنة له، وهي اليوم تدر عليه دخلا جيدا كما يقول، بخاصة وأنه اشتهر في عمان وإربد والعديد من المحافظات الأردنية. أبو جواد بيبع رطل الجميد (3 كغ) بما يراوح بين 20 و 30 دينارا، وذلك نوع الجميد وإن كان اللبن “بياض أو سمار” حيث يباع جميد السمار بسعر أعلي. يصنع الجميد، بحسب أبو جواد، بغلي الحليب ووضعه في “خضاضة” يدوية، مع ثلج ما يساعد في فصل اللبن عن السمن. ثم يغلى اللبن لمدة ساعة تقريبا قبل أن يفصل عنه “المصل” من طريق عصره في قماش قطني أبيض ليؤخذ بعدها المزيج الجامد الذي يسمى في هذه المرحلة “الجبجب”. بعد ذلك، يعجن الجبجب بالملح الذي يساهم في جعله قابلا للتخزين لفترة أطول، حيث يتم وضعه على شكل كرات في الشمس ليجف ويغطى حينها بقماش أبيض حتى لا يلوثه الغبار. يروي أبو جواد: ”كنا نحصل على لبن كثير في الصيف، لكن في الشتاء لا يوجد حليب، لذا كنا نقوم بصنع الجميد حتى نستهلكه في الشتاء.” يرى أبو جواد أن الجميد الكركي هو الأفضل في الأردن، ولكنه يجد منافسة من الجميد البلقاوي، حيث تتمتع البلقاء أيضا بأعشاب “ذات مذاق طيب ومتميز.” وحين سألته "السجل" عن رأيه النهائي أجاب:”اعتقد أن النوعين جيدان ولكنهما مختلفان. هناك من الناس من يعتد على الجميد الكركي وهناك ناس يعتادون على الجميد البلقاوي، والمسألة مسألة أذواق!” |
|
|||||||||||||