العدد 71 - كاتب / قارئ
 

في حوار جدّي وصريح، أملته ضرورات الغيرة على أحوال الأمة دون لوم أو تجريح؛ قال جدّي مغتاظا مزمجرا كالأسد الجريح: ويحها بعض فضائياتنا، تشمِّتُ الأعادي بنا، وتهيل ما عندها من كثر التبجّح والكلام، حتى بات يُنظر إلينا على أننا أمة ما زالت تعيش عصور الانحطاط والظلام، من تشويه ومعط لحى، حتى الدسّ على الأسياد على موائد اللئام.

عرفتُ مقصد الكهل، فتنهّدتُ الغبن على مهل، فقد اعتادت هذه الفضائيات على الكذب وتداعيات الدسّ واللعب على حبل خلافات الإخوة، لتشبّ صراعات نائمة وتنفخ في كير الجهل.

بات الجميع على علم يا جدّي بما تخفيه فضائيات وأقنية البغض والحقد على بلد يكبر يوما بعد يوم رغم شماتتهم بضآلة موارده وقلة إمكانات الرفاء لديه، فكبُرَ الأبناء على حبّه، تماما كما تكبر شجرات الزيتون وتُعَمِّقُ جذورها في تجاويف الأرض العطشى.

لمحتُ الدمعة تترقرق في حدقة جدّي الكهل، وقام مزهوّا بالكبرياء؛ منتشيا بالصبر، فَرَدَ شماغه على الأرض البور وراح يصلي صلاة الشكر.

عمار الجنيدي

جزيرة الحقد
 
09-Apr-2009
 
العدد 71