العدد 71 - كاتب / قارئ | ||||||||||||||
في تقليد سنوي، نحتفي مثل غيرنا من الدول بيوم اليتيم الذي يصادف الأول من نيسان/ إبريل من كل عام.. هذا التقليد الذي اعتدنا الحفاظ عليه وعدم التفريط فيه أو تجاوزه، ونحرص كل الحرص على إقامة العديد من الفعاليات فيه، متناسين أن اليتيم بحاجة إلى اهتمام ورعاية طوال أيام العام، وأن نذكره باستمرار وليس في هذا اليوم فقط، ثم نرميه ونهمله ولا نسأل عنه بانتظار أول نيسان/إبريل من كل عام. نعدّ لاحتفالاتٍ بهذا اليوم، وننفق مبالغ مالية مقابل تجميل صورتنا وتقديم عروض مسرحية وأغانٍ تعبيرية وغير ذلك من لوازم الاحتفاء لإظهار قربنا وتعايشنا مع اليتيم لساعات في يوم.. بعدها يعود هو إلى ما هو عليه من معاناة في هذه الحياة وليس له من معين غير حزنه الطويل على فقد والديه، ودمعة يذرفها كلما تذكّر متاعب الحياة.. ونعود لنمارس حياتنا كما هي، وكأن حضورنا طبق خيري لدعم اليتيم، أو كأننا عبر تصفيقنا بعد كل فقرة يقدمها الأيتام يوم الاحتفاء بهم أمام المسؤولين نكون قد حللنا جميع مشاكلهم، ووفرنا كل ما يحتاجون إليه. قبل أن نحتفي بهذا اليوم علينا أن نسأل أنفسنا: كيف هي أوضاع هذا اليتيم طوال العام؟ وما هي احتياجاته؟ وهل كنا عوناً له حين طلب العون منا؟ وهل هذه الدُّور التي تسمى مجازاً “دور الأيتام” تلقى الاهتمام والرعاية من الجهات الرسمية وغير الرسمية؟ وهل استطعنا أن نوفر لهذا اليتيم سبل عيش كريمة، وانتشلناه من واقعه المرير، حتى لا يكون ضحية شياطين البشر ممن اعتادوا استغلال حاجته لأغراض أخرى؟ أليس من واجب المجتمع أن يحصّن نفسه من خطر مئات الأطفال المشردين الذين وجدوا أنفسهم مجبرين على خوض معارك شرسة من أجل البقاء؟ وهل هؤلاء الذين تستضيفهم دور الإيواء والذين لا يتجاوز عددهم بضع عشرات هم كل الأيتام؟ أم إن هناك المئات منسيون منهم تتجاذبهم ذئاب البشر وتدفعهم لاقتحام عالم الجريمة والانحراف، على مرأى ومسمع من أفراد المجتمع وهيئاته؟ لا نريد أن نحتفي بهذا اليتيم ونذكره يوماً وحداً، لكننا نريد أن نحصِّنه ونحميه ونمنعه من الوقوع ضحية نسياننا وتجاهلنا له. علينا أن نوفر له ملاذاً آمناً قبل أن يحوّله صائدو البشر في تنظيم “القاعدة” إلى قنبلة موقوتة تحصد أرواح الأبرياء.. فهل نحن فاعلون؟
نجلاء ناجي البعداني |
|
|||||||||||||