العدد 71 - كاتب / قارئ
 

قبل عيد الأم بأسابيع، تبدأ الفضائيات بالترويج لهذا اليوم، وللبضائع المختلفة كهدايا لأمنا الحبيبة، ولا تخلو محطة بالمذياع أينما أدرته من الأغاني لست الحبايب، والدعايات ليومها هذا، ثم تبدأ إعلانات التجار والشركات المتنوعة بالصحف المختلفة، ولا تخلو أية وسيلة إعلامية مسموعة أو مرئية أو مقروءة، باستغلال كل وسيلة ممكنة لتكريم الأم بيومها، والاستفادة مادياً من هذه المناسبة.

أقول للأبناء الذين همهم هو توفير المبلغ المطلوب لهدية هذا العيد، وتوفير ساعة أو نصف ساعة (من وقتهم الثمين) لزيارة والدتهم بذلك اليوم: هل الأم بانتظار هديتك سواء كانتت متواضعة أم ثمينة؟ إذا كنت بالكاد تسأل عنها وعن والدك أو تزورهم ربما بالأسبوع أو بالشهر مرة هذا إذا لم يكن أكثر من ذلك بكثير.

هل قمت بمصالحة أخوتك الذين قاطعتهم منذ أشهر أو ربما من سنوات؟ هل، وإن كنت ما تزال تقيم معها بالمنزل نفسه، تغدق عليها من الطاعة والاحترام وتفتش عن سبل نيل رضاها ورضا والدك وتخفض صوتك أمامها؟ هل أنت بار بهما بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان؟.

ربما أن الوالدة إذا لم يكن، أكيداً، هي بحاجة إلى أن يأتي عليها هذا اليوم وكل يوم لترى فيه أبناءها جميعاً، كما تتمنى، متحابين، وقلوبهم على بعض، تجدهم حولها يسألون عنها في كل الأوقات، لا أن تهجر لأسابيع أو أشهر وتصبح الزوجة والابن والعمل هي الشغل الشاغل.

ويا من ذهبت أمهاتكم إلى رحمة الله، فهي أيضاً بحاجة لهذه الهدية الثمينة، هدية التواد والتراحم بين الإخوان جميعاً، هدية العمل الصالح الذي تهبه لها حتى وهي في مماتها، هدية الدعاء لها بالرحمة في كل يوم وساعة وسجدة صلاة، لتنام قريرة العين.

ذهب يوم عيد الأم الذي تجنّد الجميع له، فهل ذهبت معه مشاعر الحنان، والود والعطف والعرفان بالجميل للأم؟.

جمال إبراهيم المصري

تريد أمي ..
 
09-Apr-2009
 
العدد 71