العدد 71 - حتى باب الدار
 

ينقسم الأردنيون إلى طبقات بحسب حجم القسط السنوي الذي يدفعونه للمدرسة التي يلحقون أبناءهم بها، وكلما زاد هذا القسط ارتفع مركز صاحبه على درجات السلم الاجتماعي.

العلاقة بين القسط والمركز الاجتماعي، يشوبها بعض التعقيد، وتتداخل فيها مستويات عديدة، وهي ليست علاقة تقليدية إطلاقا.

الطفل نفسه، صاحب العلاقة الوحيد بالمدرسة التي تقبض القسط، لا علاقة له بمسألة المركز الاجتماعي تلك، وهو غالباً يفضل مدرسة قريبة مكانياً وثقافياً من الشارع والحي والبيت الذي يعيش فيه، وتكمن فرحته في سرعة تحرره اليومي من عبء المدرسة وانطلاقه نحو الشارع، وهذه الفرحة وذلك التحرر والانطلاق تشكل مركزه الاجتماعي الطفولي الخاص.

مر زمان كانت فيه المدرسة الخاصة «عيباً»، وتعد مكاناً للطالب الفاشل أو الذي يرتكب خطأً شنيعاً كالاعتداء على مدرس مثلاً، وكان مدير المدرسة يهدد طلابه المشاغبين بأنه سيرسلهم إلى «الأهلية» أي إلى مدرسة خاصة.

يحدث الآن كثيراً أن تجتمع في حالة واحدة، الفلوس الكثيرة والوالدان الجاهلان وأطفال ليسوا «أحرارا» في تقرير مصائرهم، وسوق المراكز الاجتماعية متفاوتة الأسعار، وكلما دفعت أكثر نلت مركزاً اجتماعياً أعلى، وفي هذه السوق يخضع الآباء لمقارنات قاسية.

على الأردنيين أن يعيدو النظر بمعاني ودلالات عبارة «خلف وارمي»، إذ كانت تقال للفقراء الذين ينجبون أولاداً كثيرين، بينما هي الآن تشمل غير الفقراء الذين لا يخلفون ويرمون فقط، بل ويدفعون فلوساً كثيرةً أيضاً.

يخلفون ولا يرمون
 
09-Apr-2009
 
العدد 71