العدد 71 - حتى باب الدار
 

نقول عن الرجل الحصيف إن «له نظرة» أو إنه «صاحب نظرة» في الأشخاص والأشياء حوله، لكن الأردني الحصيف هو أيضا «صاحب جَحْرة» في الأشخاص والأشياء حوله.

«الجَحْرة» هي نظرة من صنف خاص تنطوي على دلالات عديدة.

الشائع أن «الجحرة» هي نظرة غضب أو تهديد ووعيد، فنقول فلان «جَحَر» زوجته فانسحبت إلى الداخل، أو أن أباً «جحر» ابنه فهرب الأخير مسرعاً، ومنها استخدامنا الاسم «المجاحَرَة» وهي تبادل النظرات الغاضبة.

لكن «الجحرة» المقصودة في قولنا: فلان «صاحب جَحْرة»، تختلف عن المعنى الوارد أعلاه، فـ«الجحرة» النموذجية هي نظرة موضوعية منزهة عن المواقف المسبقة، هدفها الأساسي القيام بالتفحص والاختبار اللازمين للشخص «المجحور» أو الظاهرة «المجحورة»، وهي قد تكون نظرة طويلة أو قصيرة.

أما الجدية التي يبدو عليها من يقوم بـ«الجحرة»، فلا علاقة لها بالغضب، وهي إنما تأتي لاستكمال غايات الأداء الموضوعي.

أثناء القيام بـ«الجحرة» النموذجية، فإن الذهن يكون في حالة نشاط كثيف، ويكون الاتصال العصبي بين المخ والبصر على أشده.

و«الجحرة» فعل رجولي ذكوري، خاص بالرجال، إلا في المعنى الشائع المشار إليه أعلاه فالمرأة «تجاحر» لكنها لا تكون «صاحبة جحرة».

جاحر ومجحور
 
09-Apr-2009
 
العدد 71