العدد 71 - ثقافي | ||||||||||||||
المؤلف: مجموعة من الباحثين الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، والمركز الثقافي العربي للنشر والتوزيع. الطبعة الأولى: 2009 عدد الصفحات: 564
هذا كتاب جماعي عن الروائي الراحل عبد الرحمن منيف، بمناسبة الذكرى الخامسة لرحيله، أسهم فيه ثمانية وعشرون باحثاً، تناولوا إبداع منيف في وجوهه المختلفة. يتضمن الكتاب، الذي شارك فيه مثقفون عرب وغير عرب، أبحاثاً نظرية وشهادات وذكريات وبعض الرسوم وسرداً مباشراً، أو غير مباشر، لسيرة الراحل، على المستويات الحياتية والسياسية والأدبية. يُستهل الكتاب برسالتين من عبد الرحمن منيف إلى فيصل دراج، جاء في الأولى منها: “كيف يمكن أن نحوّل الكلمة، من جديد، إلى طلقة، إلى قوة محاربة؟ وكيف نستطيع أن نخلق وعياً لدى الكثيرين من أجل تمييز الكلمة الصادقة من الكلمة المزيفة الخادعة والغشّاشة؟”، وجاء في الرسالة الثانية: “أنت تسمي هذا (علم جمال المضطهدين). تسمية رائعة، ويمكن أن نبلورها، وأن نشتغل عليها، لكي تصبح مثل (معذبو الأرض) لفانون. نقول للناس داءهم إذا لم نستطع أن نصف لهم الدواء، ومعرفة الداء نصف الشفاء، كما يقولون”. يتلو الرسالتين “كلمة شكر” من سعاد قوادري منيف، زوجة الراحل الكريم، وجّهتها إلى جميع الذين جعلوا من هذا الكتاب-الشهادة،حقيقةً ممكنة. يعقب ذلك تقديمٌ كتبه فيصل درّاج بعنوان: “المبدع المتجدّد الذي لم يخذل الحقيقة”، نقرأ فيه: “عاش منيف حياته مشدوداً إلى صراع المقيّد والطليق، إذ القيد صناعة سلطوية بعيدة الأصول، وإذ ما يجابه القيود تراث لا ينتهي. أراد الروائي أن يكون صوتاً نجيباً، ينصر أصواتاً نجيبة راحلة، ويستولد أصواتاً تنتمي إلى ما أنتمي إليه. مارس الكتابة–الرسالة، التي أخذ بها دعاة الحق في جميع الأزمنة، ورفعها إلى مستواها الأعلى مجسداً صورة: المثقف الحديث”. بعد التقديم هناك كلمة للشاعر (الراحل) محمود درويش عنوانها: “العادل الذي قاوم زمناً لا عدل فيه”، قال فيها: “ردّ الأديب الراحل على شقاء الوجود بالكتابة. لم يرَ الكتابة وطناً، لأنه أدرك، مثل غيره، أن الكتابة لا تعْدُل الوطن، فهي معاناة تشير إليه، وأفكار تدافع عن حق المنفيين في أوطان لا تلتبس بالأقفاص”. تضمن الكتاب أيضاً كلمة للراحل سعد الله ونوس، صديق منيف ورفيق دربه، كان المسرحي الكبير كتبها، منذ سنوات، بمناسبة ظهور رواية “الآن ... هنا”، جاء فيها:”إن رواية عبد الرحمن منيف تمزّق الصمت، وتعلن الفضيحة. هذه الأوطان–السجون فضيحة، وهؤلاء المواطنون–المساجين فضيحة، وهذا التاريخ الشرق أوسطي معتقل يستنقع في الفضيحة....”. إلى جانب كلمات درويش وونوس ودرّاج، التي توقّفت أمام أخلاق الراحل وممارساته وشجاعته العالية في الدعوة إلى الحرية والدفاع عن حقوق الإنسان، يجد القارئ دراسات طويلة عن جميع روايات منيف أو بعضها، تتحاور وتتكامل وتتضافر معطيةً صورة كاملة عن إبداعه الروائي. نقرأ في الفصل الأول من الكتاب: “مرايا عبد الرحمن منيف المتعددة”، ثلاث دراسات: عبد الرحمن منيف: سيرة حياة، للناقد المصري والأستاذ الجامعي صبري حافظ؛ عبد الرحمن منيف: الرواية كفعالية تنويرية للسوري عبد الرزاق عيد؛ الكتابة الروائية كسيرة ذاتية، لفيصل درّاج. أما الفصل الثاني وعنوانه: “العالم الروائي عند عبد الرحمن منيف”، فتضمن دراسات عن: “أرض السواد”، “حين تركنا الجسر”، “النهايات”، و”عروة الزمن الباهي”، كتبها: ماهر جرار، يمنى العيد، فريال غزول، محمد شاهين، حسين الواد، إيريك غوتييه، ماجدة حمود وناصر صالح. حمل الفصل الثالث عنوان: “عندما يرسم الكاتب”، وتضمن دراستين: الأولى للرسام السوري المقيم في ألمانيا مروان قصّاب باشي، الذي ربطته بمنيف صداقة قديمة متجددة، ووضع عنه الراحل الكريم كتاباً كاملاً. وعنوان هذه الدراسة: “عندما يرسم الكاتب”. والدراسة الثانية وعنوانها “عبد الرحمن منيف والفن الحديث: الصداقة–التبادل الرمزي وفن الكتاب”، كتبتها سونيا ميشار الأتاسي. الفصل الرابع هو: “عبد الرحمن منيف في شهادات عادلة”، أسهم فيها: حليم بركات، كريم مروّة، الباكستاني طارق علي، إلياس خوري، لويس ميغيل كانيادا، محمد دكروب، ناصر الرباط، إيغور تيمو فييف، فاروق عبد القادر، غسان رفاعي، والشاعر المصري زين العابدين فؤاد. الكاتب الباكستاني الشهير طارق علي أعطى لكلمته عنواناً موحياً: “وداعاً يا عبد الرحمن منيف. كُنْتَ أحد أئمة الأدب العربي”. نقرأ فيها: “جنباً إلى جنب مع نجيب محفوظ، نجح عبد الرحمن منيف في إحداث انقلاب في المشهد الأدبي للعالم العربي عن طريق جعل الرواية بؤرة مركزية من بؤر جملة الاهتمامات الثقافية والسياسية، تماماً مثلما سبق لها أن كانت في أوروبا خلال الجزء الأكبر من القرن التاسع عشر”. يشكّل الكتاب تحية جديرة بالمبدع الكبير الراحل، ومرجعاً ضرورياً يحتاج إليه المهتمون بإبداع منيف بالرواية العربية بشكل عام. |
|
|||||||||||||