العدد 71 - اعلامي | ||||||||||||||
جهاد عواد يقلل المعهد الأردني للإعلام من خلافه مع نقابة الصحفيين، وذلك بوصف ما يجري بين الجانبين بأنه «سوء فهم» أدى لبروز «تخوفات» لدى النقابة حول دور المعهد. تخوفات النقابة، وفق عضو مجلس إدارة في المعهد الأردني للإعلام، ظهرت عندما نال المعهد حق استئجار مبنى المجلس الأعلى للإعلام، ما أدى لبروز اعتقاد لدى النقابة بأن ذلك يمهد لتمتع المعهد بالمنحة الملكية المقدرة بمليون دينار لغايات تدريب الصحفيين. تخوفات النقابة عبر عنها نقيب الصحفيين بالإنابة حكمت المومني، بقوله إن «هدف النقابة وطبيعة عملها، يختلف عن أهداف معهد الإعلام الأردني». أشار المومني إلى أن المعهد ومنظمات أخرى قريبة من توصيفه تعتبر «منظمات غير ربحية»، بمعنى أنها تقوم بالحصول على منح ومساعدات من جهات أجنبية على حد قوله، مبينا أن نقابة الصحفيين، ولأسباب سياسية، لا تتعامل مع أي منظمة غير ربحية، سواء كان المعهد أو هيئات ومنظمات أخرى، لها التعريف نفسه. يعتقد عضو مجلس نقابة سابق أن موقف نقابة «الصحفيين» في ما يتصل بهذا الموضوع «غير مفهوم»، مشيراً إلى أن الرفض المطلق لا يجوز، وإنما يجب أن يكون هناك تبريرات أكثر اقناعاً في ما يتصل بالتدريب، ولا يجوز القول إن المعهد مؤسسة غير ربحية ونقطة، وإنما يجب إعطاء أسباب وشروحات لذلك. يسأل الصحفي الذي رفض الإفصاح عن اسمه خوفا من اعتبار أن موقفه تصفية حسابات مع النقابة، أن «الصحفيين» عندما حصلت على المنحة الملكية المقدرة بمليون دينار ماذا قدمت منذ ذلك الوقت، انتظرت لكي تقول لها الحكومة منحناكم مبنى وأجهزة تدريب. يرى أن موقف النقابة في التعامل مع التدريب الصحفي «غير مفهوم»، وكذلك الموقف من المعهد الذي يجب أن يتم إعادة النظر فيه، وبخاصة أن المعهد يرنو إلى التدريب المتخصص. رأي نائب النقيب يعكس ما يثور من هواجس لدى الجسم الصحفي النقابي من وجود معهد الإعلام، ومنافسته للنقابة في مجالات شتى من بينها تدريب الصحفيين، وظهرت للعلن «همهمات» من «استيلاء» المعهد على الأنشطة والمهمات التي تخص النقابة، بما يفتح المجال أمام جهات أخرى تتشارك والمعهد في التعريف عينه. على أن مسؤولين في المعهد للإعلام عبّروا عن أسفهم، لما اعتبروه «سوء فهم من النقابة»، مؤكدين في الوقت نفسه أن المعهد، «ليس منافسا لأحد في عمله»، وأن الهدف الذي يسعى له يتمثل في «منح شهادة الماجستير في الإعلام». يؤشر المومني لتخوفات النقابة بقوله: «مبنى المجلس الأعلى للإعلام الذي تم استئجاره من طرف المعهد الأردني، قبل فترة وجيزة، يضم أدوات تدريب متقدمة، والنقابة طلبت من الحكومة في غير مرة الحصول عليها، بداعي أن النقابة مؤسسة أردنية، مهنية، وليس مؤسسة غير ربحية كما المعهد». المعهد يشدد وفق مصدره المطلع الذي رفض الإفصاح عن اسمه بحجة إنه لا يمتلك حق التصريح «أن نقيب الصحفيين عبد الوهاب زغيلات اجتمع مع إدارة المعهد وتم إزالة سوء الفهم الذي وقع، وأن النقيب تفهم ذلك». بيد أن حديث النقيب بالإنابة يؤشر إلى أن الخلاف ما زال قائما، وفي هذا يقول المومني «النقابة ترفض التعامل مع أي جهة غير ربحية، سواء كان معهد الإعلام أو غيره». ويزيد على ذلك بالقول: «إن موقف النقابة موحد في هذا الأمر، وأن موقف نقيب الصحفيين، لا يختلف عن موقف الأعضاء». يشير المومني إلى أن «الحكومة طلبت من النقابة التعاون مع المعهد في مجال التدريب لتنسيق المواقف»، مبيناً أنه «لا يجوز للنقابة التعامل مع جهة غير ربحية دون جهات أخرى، وبالتالي، فإن موقف النقابة في رفض التعاون مع الجميع يأتي في إطار تنفيذ أهدافها». عضو مجلس إدارة في المعهد يصف المعهد بأنه «مؤسسة غير ربحية تسعى- بالتعاون مع جميع المؤسسات المعنية- لتطوير مهنة الصحافة من الناحيتين الأكاديمية والعملية، وذلك من خلال منح درجة الماجستير في الصحافة، وتقديم برامج تدريبية متخصصة وعالية المستوى. في سبيل ذلك، يسعى لاتباع النهج التشاركي، ما أمكن، مع المؤسسات المعنية، ولا يهدف المعهد لانتزاع دور أية جهة، وبوجه الخصوص نقابة الصحفيين». يؤشر المسؤول في المعهد إلى أنه «بموافقة وزارة التعليم العالي تم التوقيع على اتفاقية تعاون أكاديمي لتقديم برنامج الماجستير من خلال الجامعة الأردنية، وذلك لحين استكمال الشروط المطلوبة لمنح الشهادة العلمية المذكورة من طرف المعهد مباشرة حسب الأصول والقانون». ويؤكد المسؤول أنه «لم يُعهد لمعهد الإعلام إدارة مشروع التدريب الإعلامي الوطني، وليست لدى المعهد نية إدارة هذا المشروع، رغم أن المعهد على أتم الاستعداد للتعاون مع أي جهة مختصة لتحقيق أهدافه، وبخاصة نقابة الصحفيين، على أرضية الاتفاق والتعاون لتحقيق المصلحة العامة». هذه الملاحظات لم تضع حداً للخلاف.، فقد انتقد النقيب بالإنابة بشدة نيل المعهد منحة من وزارة التخطيط، معتبرا أن ذلك يعني تمتعه بدعم من الحكومة»، مبيناً إنه لا يصح أن تدعم الحكومة مؤسسة غير ربحية، والأولى دعم نقابة الصحفيين. يقول المومني « استكملت نقابة الصحفيين شروط إنشاء معهد تدريبي ورفعت النظام الخاص بهذا الأمر للديوان الملكي،ذلك أن الملك تبرع بمبلغ مليون دينار لهذا الغرض». كان المعهد الأردني للإعلام الذي ترأسه الأميرة ريم علي، محور مقالة للكاتبة الصحفية رنا الصباغ، في «العرب اليوم» يوم 29 آذار/مارس الماضي، وفيها نقلت الكاتبة عن نقيب الصحفيين عبد الوهاب الزغيلات، الموجود خارج البلاد لدى إعداد هذا التقرير، أنه «لا يقبل إلا بمركز تدريب مستقل لنقابة الصحفيين». ولا يقبل «شراكة مع أي جهة، لأن النقابة هي مظلة الصحفيين في الأردن». وهو ما يصب في الاتجاه الذي ذهب إليه المومني في تصريحاته لـ«ے». المقالة استدعت رداً مطولاً من المعهد الأردني للإعلام، تبعه تعقيب من الصباغ على الرد. ورد في رد المعهد، « كان المعهد بصدد البحث عن مقر مناسب له، ولما شغر مبنى المجلس الأعلى للإعلام تقدم المعهد بطلب استئجاره حسب الأصول، مقابل مئة ألف دينار كأجرة للمبنى حددته الحكومة، ولا نعتقد أن هذا المبلغ يعد مبلغاً رمزياً». وأوضح المعهد في رده «عدم وجود أي سحب لأي بساط، ولا حياكة لأية مؤامرة في الخفاء»، معبراً عن حرصه «على التنسيق الكامل مع جميع المهتمين بالعمل الإعلامي والصحفي، وبخاصة نقابة الصحفيين». وفق صحفيين رفضوا الكشف عن أسمائهم، فإن تنافساً محموماً تدور رحاه حالياً بين المعهد وجهات أخرى منها مركز حماية وحرية الصحفيين، و«أريج»، وهو المشروع الذي تديره الزميلة الصباغ في التدريب على الصحافة الاستقصائية. بيد أن المعهد وفق عضو مجلس إدارة فيه « سيكون للجميع، وأن عمله ليس تدريبياً فقط وإنما أكاديمي من خلال منح شهادة الماجستير، وهو ما لا تنكره الصباغ، بقولها «سعد الإعلاميون كثيرا قبل عامين ونيف حين أعلن عن مبادرة طموحة لتأسيس المعهد الأردني للإعلام، ليمنح درجة ماجستير في الإعلام طبقا لأفضل المناهج النظرية والتطبيقية المتبعة حول العالم بما فيها منهاج جامعة كولومبيا العريقة في نيويورك»، بيد أن ملاحظاتها انصبت على ما يخص التدريب عندما سألت «لماذا لا يتاح المجال أمام الجميع للتشارك بهدف إنجاح مشروع تدريب وطني، بدلاً من الإبقاء على معادلة تعمق شعورا إقصائياً للشركاء كافة من مدربين ومتلقين، وتفتقر إلى العدالة والشفافية وروح التعاون البناء؟؟». عضو مجلس إدارة المعهد الأردني للإعلام نفسه، يقول إن المعهد يرحب بأي تشارك مع أي جهة، وإنه غير مغلق ولا يعمل ضد أحد، داعياً إلى نبذ الخلافات الصغيرة والنظر إلى الفكرة بمنظور أشمل وأوسع، وهي إفادة الصحفيين من التدريب. |
|
|||||||||||||