العدد 10 - احتباس حراري | ||||||||||||||
دولة الإمارات العربية حالياً أصبحت ذات دور ريادي في تجربة تقنيات ترشيد استهلاك الطاقة، والتحول من طاقة النفط إلى الطاقة المتجددة لمواجهة الاحتباس الحراري من خلال التقليل من انبعاثات الكربون، ومن المتوقع أن تكون التجربة الإماراتية ملهمة للعديد من الدول النفطية في السنوات القادمة. بدأت الإمارات مبكراً في استخدام الغاز الطبيعي في الكثير من المرافق، وتقوم حالياً بالعمل على تعميم استخدام الغاز الطبيعي وقوداً للمركبات من خلال لجنة فنية حكومية وشركة أدنوك للتوزيع لإقامة 16 محطة لتوزيع الغاز الطبيعي في المرحلة الأولى إضافة إلى محطات صيانة مختلفة. وفيما يتعلق بالطاقة المستخدمة في النقل قامت الإمارات بتطوير خطة لاستخدام الديزل الرفيق بالبيئة، إذ تتضمن خطة العمل التي ناقشتها اللجنة إيقاف إنتاج الديزل المحتوي على 5000 جزء من المليون وزناً من الكبريت واستبداله بالديزل 50 عام 2010 والتخلص من جميع المركبات والمحركات غير المطابقة لهذه المواصفة، على أن يتم استبداله لاحقاً بالديزل 10 عام 2012م، كما تشمل الخطة إلزام المنشآت الصناعية باستخدام الغاز الطبيعي ليكون وقوداً أساسياً في عملياتها والديزل قليل الكبريت كوقود ثانوي أو في حالات الطوارئ. وقد عملت شركة تكرير على تخفيض نسبة الكبريت في وقود الديزل في عام 2002م إلى 1بالمئة، وإلى 0.5بالمئة في عام 2003م وإلى 0.25بالمئة في عام 2006م وإلى 500 جزء من المليون في بداية العام الحالي 2007م. لكن المشروع الأكثر أهمية هو إنشاء مبادرة «مصدر» للطاقة النظيفة والتي تم إطلاقها عام 2006 حيث جمعت المبادرة شركات نفط وتكنولوجيا كبرى، وجامعات في مختلف أنحاء العالم، ووزارات في دولة الإمارات العربية المتحدة للمساعدة في تطوير واستثمار تكنولوجيا الطاقة المتجددة المدعومةبمئات ملايين الدولارات ومنها 250 مليون دولار على الأقل لتطوير والبحث في مجالات الطاقة الشمسية. وتركز مبادرة «مصدر» على استنباط التكنولوجيا المتقدمة والمبتكرة، والاستفادة منها في مجالات الطاقة المتجددة، وتعزيز كفاءة أنظمة الطاقة وإدارة قطاعات الكربون بتحويلها إلى منتجات ذات عوائد اقتصادية وفي الاستخدامات المختلفة للمياه مثل التحلية. وهي تستند الى أربعة محاور رئيسية مكملة لبعضها البعض، تشمل مركزاً للابتكار والإبداع يقوم بدعم وتبني تكنولوجيا الطاقة المستدامة من خلال تسريع العجلة الاقتصادية وإثبات جدواها. كما يشمل جامعة ذات مواصفات عالمية تقوم بتوفير مناهج دراسية ومواد متخصصة في مجالات الطاقة المتجددة والمستدامة، وذلك بالتعاون مع بعض أهم أعرق الجامعات ومعاهد البحوث في العالم. ويشمل أيضاً شركة متخصصة في تطوير الطاقة النظيفة تعمل على تحقيق عوائد اقتصادية من خلال توفيرها حلولاً للحد من الانبعاثات وآليات التنمية النظيفة، استجابة لمقررات بروتوكول كيوتو للتغير المناخي. كما يشمل منطقة اقتصادية متخصصة ومصممة أساساً لاحتضان المؤسسات التي ستقوم بالاستثمار في تطوير وإنتاج تكنولوجيا ومنتجات الطاقة المتجددة وفي شباط/ فبراير 2007 أعلنت أبوظبي خططاً لبناء محطة كهرباء ذات قدرة تبلغ 500 ميغاواط وتستخدم الشمس لإنتاج الطاقة،وهذا واحد من أكثر المشاريع الطموحة من هذا النوع في العالم. وهذه المحطة ستكون الأولى من نوعها في منطقة الخليج، وتشترك في إنجازها إدارة أبوظبي للماء والطاقة الكهربائية، وهي ستغطي حاجة 10 آلاف بيت بالطاقة الكهربائية المنتجة من الشمس. وفي مجال تحسين نوعية الوقود بدأت الإمارات العام الحالي في استخدام الديزل قليل الكبريت الذي يحتوي على 500 جزء كبريت في المليون ولكن الطموح الأهم بعد ثلاث سنوات هو الوصول إلى استخدام «الديزل الأخضر» الذي يحتوي على 10 جزء في المليون من الكبريت. |
|
|||||||||||||