العدد 70 - حتى باب الدار
 

الطفر نوعان: النوع الأول له معنى يشير إلى أحد مستويات الغضب، ومنه نقول: فلان طفّرني فطفرت، أي أغضبني فغضبت، ومنه أيضاً وصفنا لشيء أو فعل ما بأنه يُطفّر، أي يغضب. أما النوع الثاني للطفر، وهو الأكثر شهرة، فيعني الفقر ومنه قولنا: فلان يشكو الطفر أي الفقر أو فلان طفران بمعنى فقير، لكن الطفر هنا يعني الفقر المؤقت الا في حالة الشخص الذي يقع في وضعية «دايماً طفران».

في سياق مكافحة الفكر التكفيري، أقترح أن نكافح معه الفكر «التطفيري»، لا سيما وأن بين التكفير والتطفير علاقة وطيدة تمر عبر الجوع.

فالجوع كما نعلم كافر، وقبل أن يكون كافراً فهو «يطفّر» أي يُغضِب، لكنه في الوقت نفسه أحد نتائج النوع الثاني من «الطفر» أي الفقر.

ثم أن المعركة مع الفكر «التطفيري» أكثر شمولاً من المعركة مع الفكر التكفيري، أو إذا شئنا الدقة، فإن مقاومة الفكر «التطفيري» تتضمن مقاومة الفكر التكفيري، لكن العكس ليس صحيحاً، ولو اقتصرنا مقاومتنا على ما هو تكفيري وأبقينا على ما هو تطفيري، فإن معركتنا خاسرة على الأغلب.

مـن المستحسن أن يبحث مقاومو التكفير عن منابع «الطفر» بالمعنيين المشار اليهما، أي عن أسباب الفقر والغضب، وأن تكون جهود التجفيف منصبة على هذه المنابع، لأن منابع التكفير ستجف حكماً بعد ذلك.

الفكر " التطفيري"
 
02-Apr-2009
 
العدد 70