العدد 70 - حتى باب الدار
 

في البلد موجة من الاهتمام المتجدد بموضوع التنمية السياسية، ويصر المهتمون وأصحاب المشاريع على مراعاة كافة التفاصيل، وهم لا يقبلون الحديث بالإجمال، ويرفضون ترك شيء للتجربة والحياة الواقعية، وتجدهم يكثرون مـن «الينبغيات» (جمع ينبغي) ويحبون صيغة المبني للمجهول، مثل أن «يُصار الى» وأن «يُعمل على»...الخ.

هم يرون أن الأفكار التي يقدمونها من النوع الذي «لا يختلف عليه اثنان» و «تحظى بالتوافق الكامل»، لكنهم بالطبع يشترطون أن تكون مطروحة للنقاش!.

الأمر شبيه بما يقوم به الخياطون..

الخياط يحرص على «التفصيل» ويظهر خصومته لـ «الجاهز» ولا يؤمن بـ«المستورد»، وهو يفصل للزبائن حسب الطلب بعد أن يأخذ المقاسات الدقيقة، والخياط الماهر يعرف أمور وتطورات «الموضة الدارجة».

المهتمون بالتنمية السياسية كذلك، لا يقبلون أن تكون مشاريعهم «ثوباً فضفاضاً»، والأفكار المطروحة «محبوكة» جيداً، ولكن يتعين «تكييف» بعضها بما يناسب الجسم الوطني، ويمكن اعتبار ما جرى للآن من نقاش كـ«بروفة» على الحوار المنتظر، مع أهمية «الكف» عن المزايدات من قبل الذين لا يستحقون سوى أن «نرثي» لحالهم.

خياطو التنمية السياسية يتمسكون بـ«العروة» الوثقى.

الخياطون
 
02-Apr-2009
 
العدد 70