العدد 70 - حتى باب الدار
 

عندما كنت في مرحلة الإعداد لإصدار مجلة «المستور»، سمع محمد خزاعلة، أستاذ الأدب المقارن في جامعة اليرموك أن هدف المجلة الرئيسي هو تسليط الضوء على المهمشين في المجتمع، فقال لي على الفور: إنك إذا سلطت الضوء على المهمشين ونجحت في ذلك فإنهم لن يبقوا مهمشين.. إنك تشوش عليهم صنعتهم!.

تذكرت هذه الحكاية عندما أثير النقاش –وهو ما زال مثاراً- حول الضريبة التي أقرت بنسبة 5 في المئة من قيمة إعلانات الصحف ووسائل الإعلام لمصلحة تمويل «صندوق دعم الثقافة».

الواقع أن الإعلانات التي تنشر تندرج عادة في سياق ترويج وتعميم الثقافة الاستهلاكية، وهو صنف الثقافة الذي لم يتوقف المثقفون يوماً عن دعواتهم للوقوف ضده.

على طريقة محمد الخزاعلة، يمكن القول إن المثقفين يريدون الاستفادة من الثقافة الاستهلاكية، كي يتمكنوا من النجاح في الوقوف ضد هذه الثقافة.

المثقفون يعرفون أن الثقافة غير الاستهلاكية لا يستهلكها سوى قلة من الناس، رغم أن المثقفين حاولوا الاستناد الى تجربة الثقافة الاستهلاكية، فسموا كتاباتهم «منتجات ثقافية»، وتحدثوا عن ترويج هذه المنتجات، ولا يمانعون من الكلام عن سوق الكتاب وتسويق الفكر الجديد، ويحاولون اقتحام مسالك العرض والطلب.. الخ.

الثقافة غير الاستهلاكية لا يستهلكها أحد
 
02-Apr-2009
 
العدد 70