العدد 70 - حتى باب الدار
 

يعتمد القائمون على مشروع الأقاليم مبدأ «الغمغمة» كأحد أساليب العمل العام، وعلى هذا لا يجوز الاعتراض على ما يسمى أحياناً الصياغات الفضفاضة، لأن في هذا إساءة تقدير للموقف، وخلطاً متعمداً بين مفهومي «الفضفاض» و«المغمغم».

«الغمغمة» حل وسط لا بديل عنه في النقاط الخلافية، ويتبعه الأفراد والمؤسسات والحكومات بشكل فيه كثير من الشفافية عن طريق صيغة «اتركها مغمغمة» التي ترد في الأوامر والتعليمات الشفوية التي تمارس أثناء سير العمل.

والغمغمة هنا تتيح قدراً كبيراً من المرونة في الأداء، لأنها تتيح تعدد التفسيرات حسب الحاجة وحسب الشخص الذي يقوم بالتفسير، وهي بالتالي تتيح المجال للخروج بالتوافقات المطلوبة في مرحلة معينة، إذ يخرج كل فريق فرحاً لأن الصيغة تلبي موقفه حسب التفسيرات «المنطقية» طبعاً.

تاريخياً لعبت الغمغمة دوراً كبيراً في تحقيق أعلى درجة من السلم الأهلي، الذي ميز علاقة الأطراف المختلفة ببعضها بعضاً، فالمعارضة «تغمغم» موقفها فترضي السلطة بذلك، وبدورها الحكومة «تغمغم» فتعتقد المعارضة أنها أثرت في موقف السلطة.

حق "الغمغمة" محفوظ
 
02-Apr-2009
 
العدد 70