العدد 70 - حتى باب الدار | ||||||||||||||
بحسب وزير البلديات، سيكون هناك مخطط شمولي لكل قرية ومدينة في الأردن.. هناك قدر كبير من التقدم على هذا الصعيد، فقبل سنوات كانت كلمة «شمولي» تستخدم في العاصمة فقط، فهي التي بادرت الى الإعلان عن مخططها الشمولي، غير أن المفهوم بدأ يمتد ووصل الى مراكز المحافظات أولاً ثم الى بعض الألوية، لكن كما يبدو أنه الآن سيشمل كل القرى والمدن بواقع مخطط شمولي واحد للموقع الواحد، وذلك بحسب تصريحات لوزير البلديات. هذا الولع الأردني بكلمة «شمولي» يعود الى وقع الكلمة الحالي، فالشمول أحسن وأكثر هيبة من الاقتصار، لكن المتعاملين بهذا المفهوم يجهلون او يتجاهلون تاريخه. فقد مر زمن طويل كان فيه مفهوم الشمولية تهمة يتقاذفها الخصوم، ومعلوم أن أول من قُذِف بها هو الأنظمة الشيوعية، ثم انتقل التقاذف الى عالم الفكر والسياسة والأفراد، ولغاية اليوم إذا قلت إن شخصاً ما هو «صاحب فكر شمولي»، فانتظر منه أن يهب مدافعاً عن نفسه، ولولا أن الأنظمة الشمولية انهارت وتلاشت لكانت الى اليوم بحاجة للدفاع عن نفسها، أو على الأقل ستظل تحاول الإثبات أنها لم تكن شمولية بشكل «شامل». من يدري، فقد يكون الأردن الساحة التي بها يستعيد المفهوم بعضا من اعتباره، ومؤقتاً يتعين عليك إذا وصفت أمراً او شخصاً بـ«الشمولي» أن تحدد إن كنت تقصد المعنى الأردني للكلمة أم المعنى الدولي التقليدي. كما تلاحظون، تُشكل التجربة المحلية اختراقا في شبكة المفاهيم الكونية. |
|
|||||||||||||