عاد مكوك الفضاء «ديسكفري» إلى الأرض بسلام، بعد إنهاء مهمة استمرت 13 يوماً، تمكن خلالها رواد مكوك الفضاء الأشهر، من إضافة تجهيزات لمحطة الفضاء الدولية، تسمح بمضاعفة عدد طاقمها من خلال إضافة ألواح طاقة جديدة لتوفير احتياجاتهم.

عودة «ديسكفري» من رحلته التي امتدت 5.3 مليون ميل في الفضاء، جاءت بعدما ألغت وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» محاولة هبوط أولية للمكوك، بسبب شدة الرياح التي تضرب ولاية فلوريدا.

عادت على متن المكوك رائدةُ الفضاء المشهورة ساندي ماغنوس، بعد أن قضت 129 يوماً في المحطة الدولية، فيما حل مكانها رائد الفضاء الياباني كيوشي واكاتا، الذي سيكون أول رائد فضاء من اليابان ينفذ مهمة طويلة في الفضاء الخارجي. وتبدو ماغنوس في وضع صحي جيد بعد الفترة الطويلة التي أمضتها خارج الأرض، بحسب مسؤولين من «ناسا».

رحلة «ديسكفري» هذه، هي السادسة والثلاثون، ورقمها هو 125 بين إجمالي رحلات سائر المركبات الفضائية الأميركية التي تحتل الفضاء الخارجي بلا منازع.

طاقم «ديسكفري» كان أنهى مؤخراً عملية سير في الفضاء استمرت لست ساعات، قام خلالها اثنان من رواده بتثبيت ألواح لخلايا الطاقة الشمسية على محطة الفضاء الدولية.

ريتشارد آرنولد وستيف سوامسون قاما بوضع الألواح، وهذه كانت الخطوة الأخيرة ضمن برنامج رفْع قدرة إنتاج الطاقة الكهربائية للمحطة، المستمر منذ أشهر، تمهيداً لزيادة عدد طاقمها من ثلاثة أشخاص إلى ستة.

غليندا لويس براون، مديرة مهام السير في الفضاء لدى «ناسا»، في تصريحات صحفية عقب عودة المكوك، قالت إن الجميع يشعرون بالفخر حيال نجاح المهمة التي وصفت مراقبتها بـ«الممتعة».

وكان «ديسكفري»، وعلى متنه سبعة رواد، التحم بمحطة الفضاء الدولية بنجاح، بعدما انطلق من الأرض إثر سلسلة تأجيلات متتالية، على ارتفاع حوالي 350 كيلومتراً، في مهمة استغرقت أسبوعين.

وكان أول موعد لإطلاق المكوك في 12 كانون الثاني/يناير الماضي، إلا أن «ناسا» قررت تأجيله إلى 19 من الشهر نفسه، ثم عادت وأجّلت عملية الإطلاق إلى الخامس من شباط/فبراير الماضي، قبل أن تعود وتؤجله لمرة رابعة، لإجراء مزيد من الاختبارات.

رواد «ديسكفري» قاموا أيضا بالتأكد من تمتع زملائهم في محطة الفضاء بصحة جيدة من خلال إصلاح أدوات رياضية، بينها عجلة هوائية مخصصة للتدريبات، كما جمعوا عينات من مياه المحطة المكونة من بول الرواد ومواد محلّية أعيد تكريرها باستخدام فلاتر جديدة، وفي حال اتضح أن العينات غير سليمة، فسيعود الرواد لتناول المياه المكررة فقط.