العدد 70 - ثقافي
 

المؤلف: كريستين فالكلاند

ترجمة: مجدي عبد الهادي

الناشر: أزمنة للنشر والتوزيع، 2008

عدد الصفحات: 112 صفحة

هذه الرواية المترجمة بعناية إلى العربية، تكشف الجرح الذي يقبع في بطانة الروح ولا يندمل، وكيف أن الصدفة تستطيع رسم مصير حياة الإنسان بماضيها وحاضرها ومستقبلها.

تبلور الكاتبة فكرتها بتناولها حكاية طفلة شقية وكثيرة الحركة، تسقط من فوق شجرة طالما أحبت تسلقها أو اللعب تحتها، مما يسبب لها إعاقة جسدية دائمة يكون لها الدور الأكبر في تشكيل حياتها ورسم مصيرها وقدرها. تقول بطلة الرواية بضمير المتكلم، في الصفحات الأولى: «بشكل ما كان سقوطي مولداً ثانياً. به غيّر قدري اتجاهَهُ».

ترمز الكاتبة من خلال «السقوط» إلى نزول الإنسان إلى الأرض، أو لحظة ميلاده في أتون هذا العالم، وقد رافقته الخطيئة منذ البدء، ليظل في صراع مستمر بين جزأيه؛ الملائكي والشيطاني، وفي حالة بحث عن الخلاص أو الانعتاق من طبيعته الآثمة ونفسه الأمارة بالسوء.

وهذا يفسر مكاشفة البطلة لذاتها وتأكيدها: «لا أستطيع أن أستدعي ذاكرتي بشكل جلي كيف كنت قبل سقوطي من فوق شجرة البلوط الكبيرة – كانت شجرة متشابكة الأطراف بشكل غير طبيعي- لكن ما لا يساورني أبداً شك هو أنني قد تغيرت بعد هذه الواقعة. كما لو أن خماراً قد أزيح عن عيني. وخلتني أرى الأشياء كلها بوضوح أكثر». وبتدرُّج البطلة في سلَّم العمر، تزداد الرؤية لديها وضوحاً، ويزداد معها جهادها للنفس، وكبح جماح تمردها.

تحفر هذه الرواية عميقاً في أغوار النفس البشرية، بلغة حادة مركزة تشكل حلقة وصل بين النثر المعاصر في الأدب السويدي وكتابات القرن التاسع عشر.

كريستين فالكلاند من مواليد العام 1967، تعدّ من أبرع روائيي وشعراء جيلها، لها خمس مجموعات شعرية، وخمس روايات. فازت بغير جائزة أدبية مرموقة بالسويد، وتُرجمت أعمالها إلى لغات أوروبية عدة، من بينها: الفرنسية، والإيطالية، والهولندية.

كتب : ظلي
 
02-Apr-2009
 
العدد 70