العدد 70 - اعلامي | ||||||||||||||
جهاد عواد في العاشر من شباط/فبراير الماضي، صدر العدد الأول من صحيفة «السبيل» المقربة من الحركة الإسلامية، بشكل يومي، بعد 15 عاماً من صدورها أسبوعية. الموافقة على ترخيص الصحيفة بشكل يومي، رافقه ظروف سياسية كان من أبرزها تقارب حكومي مع الحركة الإسلامية، نجم عنه، في بداية الأمر، السماح للصحيفة بالصدور يومياً، وعقد اجتماعات بين جهات أمنية وقيادات الحركة الإسلامية، بعد قطيعة استمرت طويلاً. أصطفت الصحيفة إلى جانب 6 يوميات أخرى صادرة باللغة العربية، وواحدة باللغة الإنجليزية، هي: «الدستور، والرأي، والعرب اليوم، والغد، والديار، والأنباط، وجوردان تايمز باللغة الإنجليزية». تقييم الصحيفة بعد 40 يوماً على صدورها يومياً، اختلف بين مؤيد لظهور صحيفة يومية باعتباره يساهم في رفع سقف الحريات الإعلامية، وبين من تابع «السبيل» اليومية، وأمل أن ترتقِي الصحيفة إلى حجم الطموحات التي رافقها قبل الصدور، وخروجها من ثوب الأسبوعية. ظهرت الصحيفة بـ 24 صفحة من الحجم الكبير، واستقطبت كوادر إعلامية إضافية، إلى جانب الكادر القائم أصلاً، الذي كان يعمل فيها إبان كانت أسبوعية يأخذ البعض على الصحيفة عدم متابعتها للأخبار الرسمية وابتعادها عن وضع صور للنساء. يعتقد مدير تحرير قسم المندوبين في «الغد» محمد سويدان، أنه من الصعب الحكم على الصحيفة حالياً وبعد 40 عدداً فقط، بيد أنه يستدرك بالقول إن الصحيفة سارعت في الصدور قبل إنجاز التحضيرات اللازمة لذلك. يرى سويدان أن إدارة الصحيفة «تسرّعت» في الصدور قبل ترتيب أبواب الصحيفة وموادها، وحتى بنط الخط الذي ستخرج به، مبيناً أنه «كان يفترض أن يكون الإعداد أوسع وأشمل، وأن يتم إصدار أعداد تجريبية، قبل أن يتم اعتماد الشكل الذي تخرج به الصحيفة، ودون أن يتم اللعب لاحقاً بالشكل الابتدائي للصحيفة». يقول نائب إسلامي مقرب من الصحيفة: إن الإسراع في الصدور يعود إلى عدة أسباب من بينها ظهور مقالات في الفترة التي سبقت الصدور، تشير لإمكانية أن تعيد الحكومة النظر في الترخيص الممنوح للصحيفة. يعتقد المصدر ذاته، أنه تم لمس هذا الأمر، وبالتالي كان الخيار هو الإسراع في إصدار العدد الأول، من أجل تثبيت الصحيفة كيومية، «لتدارك محاولات حكومية تعيق صدورها». يرى صحفيون أن «السبيل» ما زالت وإن صدرت يومية تلتف بثوب الأسبوعية، راصدين ما اعتبروه «ضعف الكادر الموجود فيها، وضعف إمكانيات تغطية المحاور كافة، التي تقوم اليوميات بتغطيتها». هذا ما يعبّر عنه نائب نقيب الصحفيين حكمت المومني، الذي يثمّن إصدار الصحيفة باعتبار أنها «ستساهم في رفع سقف الحريات الصحفية»، ويومىء لترحيب الجسم الصحفي بإصدار يوميات جديدة، بيد أن المومني يشير لـ«وجود العديد من القضايا التي يجب على إدارة التحرير الالتفات إليها، ومنها التوسع في التغطية لجميع أطياف المجتمع». يقول نائب نقيب الصحفيين إن «السبيل» تحولت ليومية من أجل توسيع قاعدة قرائها، وبالتالي، إرضاء أمزجة عدة، قد لا تلتقي مع الفكر السياسي الذي تنطلق منه قيادات الصحيفة، لذلك بات عليها الخروج من ثوب الأسبوعيات من خلال توسيع نطاق التركيز على الأخبار والمتابعات». يعتبر المومني أن الصحيفة ما زالت «تركز على موضوع واحد معين في المتابعة، وعدم التركيز على مواضيع أخرى»، مبيناً أن هذا النهج الذي كان متبعاً في الأسبوعيات «لا يمكن أن يستمر في عمل اليوميات التي تغطي مفاصل الدولة كافة». هذا الأمر يشير إليه سويدان بقوله: «أشعر أن الصحيفة تحاول مخاطبة عموم القراء، بيد أنها غير قادرة حتى الآن على تحقيق ذلك، لأنها غير قادرة على الوصول للأسلوب الصحيح لمخاطبة الجميع، وهو المهنية والحياد». يشرح سويدان وجهة نظره بالقول: «السبيل عندما كانت أسبوعية كانت تتبنى مواقف سياسية واضحة في بعض المفاصل، وعندما تحولت ليومية لمست أن إدارة تحريرها راغبة في الخروج من بوتقة المواقف السياسية ومخاطبة الجميع، بيد أنها لم تستطع أن تحقق النجاح حتى الآن، وبالتالي أصبحت عرضة لنقد جمهورها لعدم قدرتها في الوصول إلى جمهور جديد ليس له علاقة بالتوجهات السياسية لها». رئيس تحرير «السبيل» عاطف الجولاني، يعبر عن سعادته لطرح ملاحظات صحفية مهنية على «السبيل»، مشيراً إلى أن تلك الملاحظات «دليل أكيد على رصد الجسم الإعلامي للصحيفة ومتابعتها». يرى الجولاني أنه «ليس من الضرورة أن تتخلى «السبيل» عن كل ما تميّزت به خلال الفترة الماضية»، مشيراً إلى أن هناك «إيجابيات للصحيفة الأسبوعية تأمل الصحيفة في المحافظة عليها». ويعتقد أن الاستحقاقات المطلوبة تحويل الصحيفة من أسبوعية إلى يومية «تم قطع شوط طويل من أجل استيفائها» .. «نتعامل مع الخبر الرسمي وغيره ضمن فلسفة صحفية متوازنة». يرد رئيس تحرير «السبيل» على القول بنقص الكادر قائلاً: «هناك مبالغة في القول بعدم وجود كادر في الصحيفة»، مشيراً إلى أن كادر صحيفته يضم ما بين 90 إلى 100 من موظفين وصحفيين ومندوبين ومتعاونين، «وهذا عدد كاف»، لافتاً إلى أن «أي توسع مستقبلي سيكون مدروساً، ولا يوجد من يمنع من ذلك، لافتاً إلى أن «إدارة الصحيفة لم ترغب في التوسع في التعيين لتقوم بعدئذ بإعادة الهيكلة». من الجيد التأشير إلى أن عدد موظفي الصحف اليومية الأخرى أكثر من هذا العدد بكثير. يعتقد الصحفي مصطفى ريالات، أنه لمس «محاولات من قبل هيئة تحرير الصحيفة للخروج من عباءة الحزبية»، مبيناً أن ذلك «لا يعني عدم وجود ملاحظات ذات صلة بالتعامل مع الخبر اليومي». في هذا يقول الجولاني: «إن من تابع انتخابات النقابات المهنية لمس مدى حيادية الصحيفة في تغطية الانتخابات وعدم الاصطفاف مع طرف ضد آخر». |
|
|||||||||||||