العدد 70 - الملف
 

كانت التجربة الأولى لوصفي التل المولود العام 1919 في كردستان العراق، في تشكيل الحكومة العام 1962. وتكرر الأمر في العام 1965 ثم في العام 1970.

هو ابن الشاعر الأردني المعروف مصطفى وهبي التل الملقب «عرار». قضى وصفي بعض طفولته في شمال العراق قبل أن يعود إلى مدينة إربد بعد بلوغه السادسة من العمر، وعاش متنقلا مع والده على وقع ضيق الحال ومشاكل والده السياسية.

في العام 1937 أنهى وصفي دراسته في مدرسة السلط الثانوية، والتحق بكلية العلوم الطبيعية في جامعة بيروت الأميركية، وتأثر بأفكار حركة القوميين العرب. وبسبب ميوله القومية العربية انضم إلى الجيش البريطاني، بعدها التحق بجيش الجهاد المقدس بقيادة فوزي القاوقجي وشارك في حرب فلسطين في 1948.

منذ أول تعيين له رئيسا للوزراء، جعلته أفكاره وإرادته القوية في ملاحقتها شخصية خلافية، راهن أكثر من مرة على الجواد الخاسر وفقد منصبه نتيجة لذلك. ظل طوال وجوده في مواقع السلطة يهاجم الفساد وعدم الكفاءة بلا هوادة. لكنه كان يحظى باحترام قطاعات واسعة.

ولكن وصفي لم يبحث عن الشعبية، فطاقته، وقدراته، وعدم فساده، جعلت منه واحدا من قلة من رؤساء الوزراء الذين تركوا بصمة حقيقية على السياسة الأردنية.

في الستينيات المضطربة، وقف أمام ما اعتبره محاولات الرئيس المصري جمال عبدالناصر ومنظمة التحرير الفلسطينية التدخل في شؤون الأردن الداخلية. ونتيجة لذلك، أصبح مرتبطا بسياسة الأردن المناهضة لمصر بين 1965 ـ 1967، فيما ظل عرضة لهجمات إعلامية من القاهرة ودمشق لم يكن يتردد في الرد عليها بقوة.

كان موقف وصفي التل من حرب حزيران/يونيو 1967 واضحا، ويتلخص في إصراره على عدم الدخول في الحرب مهما كانت الأسباب ومهما كانت المبررات والدوافع، فالظروف والمعطيات السياسية والعسكرية للدول العربية آنذاك كانت تؤكد وقوع الهزيمة. وبالنسبة للأردن كان ذلك يعني احتلال الضفة الغربية بما فيها القدس العربية.

كان أول من أطلق شعار «عمان هانوي العرب»، ما يعني جعل عمان عاصمة النضال مثلما كانت هانوي الفييتنامية عاصمة النضال الفييتنامي، ولكن تدخلات إسرائيل والأنظمة العربية، وتطرف بعض المنظمات الفدائية، أدت إلى مصادمات عنيفة توجت بأحداث أيلول/سبتمبر العام 1970.

في الثامن والعشرين من تشرين الثاني قضى وصفي التل اغتيالا في القاهرة أثناء تجواله في ردهة فندق شيراتون – القاهرة، على يدي عزت رباح الذي أفرغ رصاصات مسدسه في جسد التل وسط ذهول حراسه والوزراء العرب الذين كانوا يحضرون اجتماعا لهم في العاصمة المصرية، حيث أعلنت منظمة تطلق على نفسها منظمة أيلول الأسود مسؤوليتها عن اغتياله لما قالت إنه لدوره في أحداث أيلول العام 1970.

وصفي التل: جوزة عصية على الكسر
 
02-Apr-2009
 
العدد 70