العدد 70 - الملف | ||||||||||||||
جمع علي خلقي الشرايري بين العلم والخبرة العسكرية الاحترافية، وكان من أبرز رجالات جيل الرواد، الذين تركوا بصماتهم على مسيرة بناء الدولة في ظروف بالغة القسوة. في مغارة جدّه في إربد، ولد علي خلقي الشرايري العام 1878 لأسرة امتهنت الزراعة، وكافحت في سبيل توفير مقومات العيش في تلك الفترة، أول صفاته الخلق الجميل، فلقب ‘’خلقي’’ ألحق باسمه في شبابه، لما تميز به من نبل وشهامة وإيثار، تجلت في فترة خدمته العسكرية التي خاض خلالها معارك في القوقاز وليبيا واليمن، حيث أثبت قدراته العسكرية. برزت ميول علي خلقي للعلم بشكل مبكر، حيث أظهر منذ طفولته تفوقاً في تلقي العلم أكثر من العمل في الزراعة بعكس أقرانه. تواصلت رغبته في الاستزادة من الدراسة، وفكر بالرحيل إلى دمشق، وحين عارض والده ذلك أقدم على بيع إحدى دواب والده في درعا، واستثمر ثمنها في الانتساب للمدرسة الرشيدية في دمشق. وبعد أن أنهى دراسته بتفوق غادر صوب أسطنبول للالتحاق بالمدرسة العسكرية هناك، فهذه المدرسة كانت الافضل في الإمبراطورية العثمانية. في العام 1902 أنهى دراسته وتخرج برتبة ملازم ثان في الجيش العثماني، ثم التحق بكلية المدفعية ليرفّع بعد التخرج منها إلى رتبة ملازم أول، وكان ذلك العام 1905. في نهايات العام 1907 نقل الشرايري إلى لبنان وسورية والأردن، وفي العام التالي نقل إلى اليمن ثم ليبيا. بعد هذه الرحلة أصبح علي الشرايري حاكماً عسكرياً لمنطقة مكة المكرمة، وهناك التحق بالثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف الحسين بن علي، ولعب علي خلقي دورا بارزا في المعارك التي قادها العرب، لتحقيق انتصارات متتالية على القوات التركية حتى تم تحرير المنطقة العربية وصولاً إلى شمال مدينة حلب. بعد خروج الملك فيصل من سورية العام 1918، عمد الشرايري بالتعاون مع أبناء الأردن إلى تشكيل حكومات الحكم المحلي، وترأس الشرايري حكومة إربد، نظراً لخبرته ومكانته في الثورة وصحبته للملك فيصل الأول، وعمل على تنظيم قوة عسكرية في شمال الأردن وأجزاء من جنوب سورية. وفي العام 1923، انضم علي خلقي الشرايري إلى حكومة حسن أبو الهدى، حيث أصبح ناظر المعارف واشترك في عدد من اللجان والمهمات ذات التأثير في بناء الدولة. |
|
|||||||||||||