العدد 70 - الملف | ||||||||||||||
في العام 1969، وكانت هزيمة العام 1967 ما زالت طرية في الأذهان، دعت اللجنة الثقافية في النادي العربي في إربد إلى ندوة تبحث في أسباب الهزيمة. ولقيت الدعوة استجابة من عدد من أبرز الكتاب والمفكرين والسياسيين ورجال الدولة الذين تناولوا الهزيمة وأسبابها وكيفية الرد عليها. شارك في الندوة عدد من رجال الدولة والسياسيين والمفكرين الذين قدموا تصوراتهم لما جرى، وبحثوا في أسبابه على المستويات السياسية والعسكرية والاجتماعية، ولما يمكن أن نستخلصه من الهزيمة من دروس. وقد عكست الأوراق المقدمة تنوعا خلاقا في الرؤى والأفكار والحلول المقترحة. في تلك الندوة التي جمعت أوراقها في كتاب نشر في العام نفسه بعنوان «دروس من الهزيمة»، شارك كل من وصفي التل، منيف الرزاز، أكرم زعيتر، حمد الفرحان وفواز شرف. كما شارك إلى جانبهم المفكر، الذي كان آنذاك نجما صاعدا في الحياة الفكرية والسياسية صادق جلال العظم، الأستاذ في الجامعة الأردنية في ذلك الوقت، والذي عرف بعد ذلك بكتابه الشهير «النقد الذاتي بعد الهزيمة»، والذي يمكن اعتباره في صورة أو أخرى تطويرا لورقته التي قدمها في تلك الندوة. بعد نحو أربعين عاما على صدور الكتاب الذي ضم مساهمات تلك النخبة من السياسيين والمفكرين ورجال الدولة، تثور تساؤلات عن ذلك الفضاء المفتوح الذي عقدت فيه مثل هذه الندوة الفريدة، وعن الدور الذي لعبته إربد في الحياة السياسية والفكرية. لم تكن إربد قد تحولت بعد إلى الحاضرة التي هي عليها اليوم، بل كانت أقرب إلى بلدة نائية. ومن تلك البلدة النائية جاءت هذه المساهمة الجدية في البحث عن أسباب الهزيمة في إطار نقد للذات العربية، تضمن سلسلة من الدراسات والكتب التي صدرت في ما بعد في عدد من العواصم العربية. ولكن بقي لإربد فضل الريادة. |
|
|||||||||||||