العدد 61 - أردني | ||||||||||||||
عدي الريماوي أثار خبر اقتحام مبنى “عمان نت” و”راديو البلد” الأسبوع الفائت، المخاوف مجدداً من التضييق على الحرية الصحفية في الأردن. الاقتحام يأتي ضمن سلسلة اعتداءات تعرض لها صحفيون وإعلاميون أردنيون، في الفترة الأخيرة، من أشخاص أو من قوات الأمن، خلال قيامهم بتغطية أحداث ونشاطات. في التفاصيل، تقول سوسن زايدة، مديرة إذاعة “راديو البلد”، إن القصة بدأت عند بث برنامج “المجلس” الذي يُعنى بالأمور النيابية، الثلاثاء 20 كانون الثاني/يناير الجاري. البرنامج استضاف محمود الخرابشة، الذي أثار زوبعة في أيلول/سبتمبر الماضي، عندما اتهم رئيس جامعة البلقاء التطبيقية عمر الريماوي، بتجاوزات مالية وإدارية، وانتهت القضية بتبرئة رئيس الجامعة، والتجديد له لأربعة أعوام مقبلة، وهدأت الأمور بعدها، ليعود الخرابشة الآن ويكرر اتهاماته للريماوي في البرنامج. إدارة الموقع نشرت خبراً حول هذه الحلقة من البرنامج مساء ذلك اليوم. “ليل الأربعاء، اقتحم موقع الإذاعة ثلاثة شبان جاءوا يتحدثون بطريقة عدائية، ويسعون لمعرفة اسم المشرف على الموقع. وكان أحدهم يتعمد إظهار السلاح المثبت على وسطه، وتعامل معهم العاملون في الإذاعة بكل لياقة، وقاموا في النهاية بتزويدهم برقم هاتف المشرف على الموقع”، تقول زايدة. وتضيف: “قام هؤلاء الأشخاص بتخويف العاملين هناك بقول أحدهم: أنا مستعد أقتل حالي مشان الدكتور عمر”. وكرر هؤلاء الأشخاص، كما تؤكد زايدة زيارتهم للإذاعة، وبدأت نبرة كلامهم تتغير واتجهت نحو الدبلوماسية، وقامت إدارة الموقع بنشر خبر عما حدث يوم السبت 24 الجاري. “جلست أنا معهم يوم الأحد، وأخبرتهم أنه لا بد لهم من التوقف هنا، حتى لا يتطور الموضوع ويصل إلى الشرطة، وانتهى الأمر على هذا النحو ولم يتضرر أحد، لكن العاملين شعروا بعدم الأمان جراء ما حدث”. في تعليقه على ما حدث يقول عمر الريماوي، رئيس جامعة البلقاء التطبيقية: “أستغرب وأتفاجأ من أعمال كهذه، وأنا لا أملك أدنى فكرة عن الموضوع”، ويؤكد أن مثل هذا الأمر مستنكر تحت أي اسم، “يجب ألا يصدر فعل غير أخلاقي كهذا، لا من أشخاص يحبون الريماوي ولا من أشخاص لا يحبونه”. وكان مراسل صحيفة “الغد” في إربد أحمد التميمي، تعرض لاعتداء بالضرب مؤخراً، من أشخاص ملثمين، على خلفية نشره موضوعاً صحفياً حول الباصات الخاصة. كما تعرض صحفي يعمل في صحيفة “الدستور” في اليوم نفسه أشرف المجالي، لاعتداء أمام مقر الصحيفة. تأتي هذه السلسلة من الاعتداءات، مع غياب سلطة القانون، ولجوء “بلطجية” للقوة والعنف لتخويف العاملين في الصحافة، ومنعهم من الكتابة بأمور تمس مصالحهم أو شخوصهم. كان الاعتداء الذي تعرض له مراسل “الجزيرة”، ياسر أبو هلالة، أوائل يناير الجاري لدى تغطيته التظاهرات لنصرة غزة، أثار ضجة كبيرة، لأن قوات الأمن قامت به. مركز حماية وحرية الصحفيين يتلقى شكاوي الصحفيين كما يوضح رئيسه نضال منصور: “نحن نتلقى الشكاوى من الصحفيين عند تعرضهم لاعتداءات، وقد تلقينا في الأسبوع الماضي شكوى من راديو البلد، حول اقتحام بعض الشبان لموقع الإذاعة، وشكوى أخرى من مراسل صحيفة (الغد)، بعد تعرضه للضرب والتهديد، ويقوم المركز بتوثيق هذه الاعتداءات على الصحفيين عبر تقرير يصدر كل سنة”. يعمل المركز بعد تلقيه هذه الشكاوى، على توفير المساعدة القانونية التي يحتاجها الصحفي من خلال توفير محامين، أو بإعلان موقف تأييد لمن يتعرض للاعتداء، وفقاً لمنصور الذي يضيف: “نقوم أيضاً بتوجيه رسائل للجهات المختصة لنطالب بإجابة واضحة، لمعرفة المسؤول عما حدث”. وحول أثر الاعتداءات على حرية الصحافية في الأردن، يقول منصور: “هذه الاعتداءات تشكل إرهاباً للصحفيين، وينتج عنها قيود على العمل الصحفي، وتنعكس سلباً على حرية الرأي والتعبير في الوسط الإعلامي، إضافة إلى تشويه صورة الأردن في الخارج، ومستوى الحريات فيه”. تتوالى أخبار الاعتداءات على الصحفيين، بما يؤثر سلباً في الجسم الإعلامي، ويشكل قيداً على الخوض في “المواضيع الحساسة”. |
|
|||||||||||||