العدد 69 - حتى باب الدار | ||||||||||||||
لا يحب الكاتب أو السياسي أو المثقف الأردني أن يكون أول من يقدم أفكاره حول عنوان جديد خاصة إذا كان حساساً، وهو يحرص أن يرى أولاً إلى أين «تتجه الأمور» وما هي «نبرة» الحديث الجاري، قبل أن يقول ما عنده، وهو دائماً يستمهل محدثه بالقول: لننتظر حتى يتضح «مهوى الحكي». هو قد يسأل في ما إذا كان آخرون قد أوضحوا أو أعلنوا رأيهم، وقد يسأل عن رأي شخص معين، وذلك سعياً للاتفاق أو الاختلاف معه، وبعد ذلك قد يباشر حديثه. وعلى الدوام فإن مقياس تقييم الأمور يعتمد على موقف الآخرين، ثم يكون الرأي الخاص على شكل خلاف أو اتفاق مع آخر أو مع آخرين، لا على شكل فكرة خاصة مستقلة. هو يسعى إلى إبداء رأيه بالتدريج، ويعتمد آليات «جس النبض» لكي يحدد باقي موقفه، وعلى العموم فنحن نطلق على من يعلن رأيه بوضوح دون انتظار بأنه “بق كل اللي عنده”، أو انه “أفرغ ما في جوفه” ، والمعروف أن “البق” و “الإفراغ” يستدعيان الحزن والرثاء لحال من يقوم بهما. في أية مسألة مهمة، علينا أن ننتظر إلى أن نرى أين يتجه “الرّش” العام، وما هو مستوى “البتع” الاجمالي عند الأطراف ذات العلاقة، وإذا كان للموضوع صلة بشأن رسمي علينا أن ننتظر لنرى هل تتعامل الحكومة مع الموضوع “من فوق الجوزة” أم “من قلب ورب”، وبعدها سيقرر كل منا أن “يضع بيضاته”. |
|
|||||||||||||