العدد 69 - حتى باب الدار
 

أحمد أبو خليل

بحسب ما نشر حتى تاريخه حول مشروع الأقاليم، فإن النتائج والتغيرات ستشمل جوانب كثيرة في مجمل الإدارة العامة في البلد، هناك مثلاً الخطوات التالية، وهي مجرد أمثلة على ما سيحدث من تغيرات:

ستجري في البلد ثلاثة أصناف من الانتخابات المتزامنة: الأولى للأقاليم والثانية للبلديات والثالثة للبرلمان. لكن عدد نواب البرلمان سيقل، ومن المرجح أننا سنعود الى العدد 80 الذي كان في السابق، وهو ما سيعني تناقصاً موازياً في عدد الأعيان.

سيتكون مجلس الإقليم من 40 عضواً منتخباً بواقع عشرة أعضاء لكل محافظة إضافة الى عضو معين لكل محافظة، كما سيكون لمجلس الإقليم رئيس من بين المنتخبين، بينما سيعين مفوض خاص لكل إقليم برتبة وراتب ولقب وزير من خارج التشكيلات الحكومية، بمعنى أن مرتبة مفوض الإقليم ستكون أعلى من مرتبة رئيس الإقليم. كما ستتغير معادلة حساب عدد أعضاء كل بلدية من دون تعديل على طريقة الانتخاب.

مثل هذه التغيرات ستكون لها آثار كبيرة على اللغة المستخدمة في السياسة اليومية للناس. إن مصطلح «عطوفته» الذي يستخدم بكثرة على صعيد المحافظات والألوية للاشارة الى المحافظ والمتصرف، وهو مصطلح يتمتع بدرجة عالية من الهيبة المحلية، يتوقع أن يتخلى عن قدر كبير منه لصالح مصطلح «معالي المفوض»، وبالتتالي ستنشأ أنواع جديدة من القضايا التي ستندرج ضمن مستوى «بِدْها قرار مفوض» التي ستحل محل عبارات درجت سابقاً من صنف «صدر فيها قرار محافظ» أو «فيها قرار متصرف»..

لكن التغير الأكبر على قاموس السياسة الشعبي سيكون في مجال الانتخابات التي سوف تصبح ثلاثية ، وفي ما يلي بعض التوقعات إسهاماً في تنظيم هذا القاموس الجديد، وستجدون العبارة الجديدة مع الشرح اللازم الى جانبها:

- «النيابة إلنا والإقليم إلكو»: وهي عبارة سيتم تداولها بين الأطراف المتنافسة في كل موقع.

- «أعطونا بالنيابة بنعطيكوا بالإقليم»: وهي عبارة سيتم تداولها بين الأطراف المتحاورة في سياق عرض التحالف.

- «عضو إقليم بيمون أكثر من نائب»: عبارة ستقال بعد أن يستقر توزيع الصلاحيات بين مجالس الأقليم ومجلس النواب والبلديات.

- «بعدهم بتحاشكوا على البلدية»: تقال عن الأطراف الضعيفة التي ستواصل حماسها لانتخابات البلدية، دون أن تدري أنها فقدت أهميتها لصالح الاقاليم.

- «صَفّوا معانا بالإقليم لازم نْصِف معاهم بالنيابة» من العبارات التي تقال على سبيل الوفاء والالتزام بأخلاقيات التحالفات والاصطفافات المعلنة.

- «أخذتو النيابة خلّو الإقليم لغيركو»: عبارة ستوجه للطرف القوي، الذي لا يقبل توسيع إطار المشاركة السياسية.

- «شلّحونا النيابة وبدهم يشلحونا الإقليم»: عبارة تقال لشد الصفوف داخل طرف يعاني من تمزق وانقسام.

- «تركنالهم البلدية» عبارة تقولها الأطراف القوية في الحوارات الجارية تعبيراً عن تمتع هذه الأطراف بالاقتدار، فهي تعطي غيرها رغم مقدرتها على السيطرة على كل المواقع.

- «أجانا من فوق»: عبارة يتداولها الأعضاء المنتخبون في مجلس الإقليم حول العضو المعين في المجلس.

- «خوش بوش مع معاليه» علاقة جديدة ستنشأ داخل كل إقليم، وسيكون لها الأولوية على العبارة التقليدية القائلة «خوش بوش مع عطوفته»، وسوف ينطبق الأمر نفسه على بقية العلاقات المشابهة مثل «جار معاليه الحيط بالحيط» أو «الروح بالروح مع معاليه»... الخ.

- «هذول جماعتنا من أيام البلدية»: عبارة تقال عن الحليف القديم، الذي يعود التحالف معه إلى الزمن الذي لم يكن فيه انتخابات غير انتخابات البلدية.

- «زعلان من أيام الاتحاد الوطني»: عبارة ستقال عن شخص أو طرف يتخذ موقفاً انتخابياً معاديا بشكل مبدئي يعود تاريخ هذا الموقف الى العام 1972، عندما جرت انتخابات ما عرف حينها بـ«الاتحاد الوطني»، وهي انتخابات اشتهرت شكلاً ومضموناً.

- «خلّينا نعمل خيمة مشتركة» يقولها الأقارب في طرف يترشح أبناؤه للنيابة والإقليم والبلدية.

- «بالإقليم فرصتك أقوى»: عبارة تقال لشخص على سبيل محاولة إقناعه بعدم الترشح للنيابة وقبول ترشحه للإقليم.

- «رَسَبْ بالنيابة بِدّه يشَوّشْ عليهم بالإقليم»: عبارة تقال عمن يريد أن يقتص من جماعته، أو حتى من خصومه الذين خذلوه في انتخابات نيابية سابقة.

- «ما زَبْطَت معي النيابة بدّي أجرب حظي بالأقاليم»: يقولها شخص واقعي، راجياً من جماعته أن يعطوه فرصة أخرى لموقع أدنى.

- «مرّة وَحَدِه بدّك عالنيابة؟»: سؤال استنكاري يقال لمن يترشح للمرة الأولى في حياته، لكنه لا يقبل التدرج من البلدية أو الإقليم ويصر على النيابة.

- «صدقني الإقليم أحسن لك من النيابة»: عبارة تقال لحث شخص على ترك الترشيح للنيابة لغيرة، والقبول بالترشيح للإقليم.

- «بالبلدية ما نجحت بدك تترشح للإقليم؟»: تقال في محاولة لصد شخص، عن احتمال تضييع فرصة جماعته في الإقليم بعد أن أضاعها في البلدية.

- «وإذا مش عاجبكوا بَتْرَشّح للنيابة كمان»: عبارة يرد بها الشخص الذي يوجه له السؤال السابق ،تعبيراً عن إصراره على الترشيح للإقليم.

- «بدك تترشح فْهِمنا، لكن مش عارفين بدّك النيابة وإلا الإقليم وإلاّ البلدية؟»: سؤال يوجه لمرشح «كبّاب شر» لا يرغب سوى التشويش.

- «مستعد أنسحب من الأقاليم بشرط السنة الجاية تعطوني النيابة»: عبارة تعجيزية يقولها مرشح لجماعته الذين يصرون عليه سحب ترشيحه للأقاليم.

- «لا يا إخوان السنة فيه دورية جديدة»: عبارة ستتردد داخل الأطراف التي كانت في ما مضى ،اتفقت على نظام ترشيح خاص ورتبت سابقاً «دَوْر» الترشيح في ما بينها.

- «إجماع على كل شيء.. نيابة وإقليم وبلدية» عبارة تقال عن الطرف المنسجم داخلياً.

- «شرط الإجماع كان عالنيابة لحالها»: عبارة يقولها شخص حاز سابقاً على إجماع جماعته، بشرط أن لا يترشح مرة أخرى، بينما هو الآن يريد أن يترشح للإقليم، باعتبارها فكرة جديدة لم تكن ضمن شروط إجماعات النيابة.

- «وعَدُوه بالتعيين»: تقال عن مرشح لعضوية الإقليم انسحب من الترشيح، بعد أن تلقى وعوداً بأن يكون ضمن الأعضاء المعينين.

- «بُحْسُبْ بيها»: تقال عن مرشح لم يحدد بعد أيّاً من الانتخابات الثلاثة سيخوض، فهو فقط قرر الترشيح.

- «المفوض منّا»: عبارة يقولها أقارب من يتم انتخابه لرئاسة الإقليم ستأخذ جزءاً من وجاهة العبارة السابقة «الرئيس منا» التي استخدمت في انتخابات البلدية.

- «بطيخ يكسر بعضه»: عبارة ستستمر في التداول يرددها المواطنون،ما بينهم، وتعتبر من ثوابت القاموس الشعبي لا تتغير بتغير السياسات.

في “التأقلم” مع الأقاليم تجديد قاموس السياسة الشعبي
 
26-Mar-2009
 
العدد 69