علا فوراتي

أعلنت عملاق الإنترنت «غوغل»، عن فتح قاعدة بياناتها «ستريت فيو»، لصور الشوارع في بريطانيا وهولندا، ما يرفع عدد البلدان المشمولة بالخدمة لتصبح تسعة.

«ستريت فيو» يمكّن مستخدميه من التجول في شوارع المدن المختلفة المشمولة بالخدمة ذهاباً وإياباً، بالاستعانة بالأسهم المتوافرة، وتغيير زاوية المشاهدة، وتكبير الصورة في الاتجاه الذي يختارونه.

إذا أراد المستخدم زيارة إحدى الساحات المشهورة في لندن، «لستر سكوير» مثلاً، فما عليه إلا كتابة اسم الساحة في مربع بحث «غوغل» الاعتيادية على صفحة الخرائط، أو الرمز البريدي الموافق لها.

وعندما تظهر خريطة المكان المطلوب، يسحب المستخدم عبر الفأرة «رجلاً برتقالياً صغيراً» من أعلى يسار الصفحة إلى المكان المحدد الذي يريده –ساحة «لستر سكوير» في هذه الحالة - وسيجد نفسه في الساحة.

تجمع «غوغل» هذه الصور بوساطة كاميرات خاصة مجهزة بعدسات تلتقط 360 درجة كاملة، تضعها على أسقف عدد كبير من السيارات التي تتجول في شوارع المدن لتنقل لك الصورة على الهواء مباشرة.

وتُجمع هذه الصور في قاعدة بيانات «ستريت فيو» مرتبةً، ومقرونة بمكانها على الخريطة.

«غوغل» قالت إن نظامها يعتّم أوتوماتيكياً وجوه المارّة وأرقام السيارات التي تظهر على تلك الصور، لكن المدافعين عن الحقوق المدنية عبّروا عن قلقهم خشية التعدّي على خصوصية الأفراد.

سايمون ديفيس، من منظمة (Privacy International) قال إن قانون الخصوصية وحماية بيانات الأشخاص في بريطانيا مثلاً، ليس بالوضوح الكافي.

ديفيس لا يرفض فكرة «ستريت فيو»، إلا أنه يرى أنه كان على «غوغل» استشارة ممثلي المعنيين بالأمر، قبل إطلاق «أسطولها» لتصوير الشوارع البريطانية.

لكن متحدثاً باسم «غوغل» قال على موقع الشركة الإلكتروني: صور «ستريت فيو» التُقطت في أماكن عامة، ولا تختلف إطلاقاً عما يمكن لأي شخص يتمشى في الشارع تصويره بكاميرا.

في المقابل، فإن نوعية المشاهد التي يمكن التنقل في مواقعها وكأنما في نزهة، توفر خدمة ثمينة للمسافرين.

فيليب، سائح فرنسي يتهيأ لتمضية عطلته الصيفية في الولايات المتحدة، يقول: «تمكنت من زيارة الشارع حيث سأسكن في سان فرنسيسكو خلال إجازتي».

واحتجّت ريبيكا جيشكي، المتــحدثــة باسم “Electronic Boundaries”، المؤسسة التي تدافع عن الحياة الخاصة على الإنترنت، موضحةً أن «الأمر بمثابة تدخُّل في الحياة الخاصة للعديد من الأشخاص الذين التُقطت صورهم في مشاهد (غوغل)».

وقالت: «ما قامت به (غوغل) غير مشروع. من المشروع تماما التقاط صور في أماكن عامة، ولا نريد تغيير ذلك، لكن ما حدث سلوك غير مسؤول». وأضافت: «كان في وسعهم أن ينتظروا تطوير تكنولوجيا قادرة على تمويه الوجوه».

نشْر صور شوارع على الإنترنت، لا يقتصر على موقع «غوغل» وحده، إذ تعرض شركة «مايكروسوفت» على سبيل المثال خدمة مماثلة، ولو بدقة أقل.