العدد 69 - اعلامي | ||||||||||||||
جهاد عواد بثت قناة «الجزيرة» القطرية، الجزء الثاني من برنامجها «مع هيكل»، الخميس الماضي 19 آذار/مارس الجاري، الذي تناول فيه مفاصل ذات صلة بالملك الراحل الحسين، رغم أمنيات رسمية غير معلنة «بكف شرهم عنا»، وعلى إثرها شنت يوميات حملة على القناة هذه المرة، ووجهت نقداً لما جاء على لسان هيكل «من أكاذيب وافتراءات»، وفق محلليها السياسيين. قبل بث الحلقة الثانية سربت الحكومة موقفا عبر صحف، أشارت فيه إلى ان بث الجزء الثاني من الحلقة، من الممكن ان يحول بين الأردن وحضوره للقمة العربية التي ستعقد في الدوحة في الفترة من 30 إلى 31 من آذار/مارس الجاري. هذا ما عبّر عنه الكاتب في «الغد» سميح المعايطة في مقالة نشرها يوم 16 الجاري، بيّن فيها أن «التضامن العربي مطلوب، غير أنه أشار إلى إمكانية عدم مشاركة الملك في القمة إذا استمر مسلسل «الهجوم على الأردن» فقال:«القمة العربية قادمة والأردن حريص على المشاركة في قمة الدوحة بأعلى مستوى من التمثيل، لكن أمام هذه الرغبة الأردنية عائق، لأنه لا يريد أن تكون هذه الرسائل السلبية هي الأرضية، فكيف يذهب قائد دولة إلى عاصمة تصله من قيادتها رسائل غير مريحة سواء من حيث البث أو الاستمرار في بث ما يسيء إلى بلده وشعبه؟!». حديث المعايطة الذي جاء بعد يوم واحد من لقائه برئيس الوزراء نادر الذهبي بصحبة الكاتب محمد ابو رمان، كان عنواناً رئيسيا في «العرب اليوم»، وهو ما اعتبر تسريباً صحفياً للخبر. قالت «العرب اليوم»، في عددها الصادر يوم 17 الجاري، «إن هناك مساعٍ وجهود لبعض الأطراف العربية لمعرفة أسباب ودوافع بث قناة الجزيرة القطرية لبرنامج أساء للأردن ورموزه». وألمحت المصادر ذاتها وفق الصحيفة، إلى ان مشاركة الأردن في القمة العربية المنتظرة في الدوحة، ستتقرر في ضوء الاتصالات التي جرت مع الحكومة القطرية، وبخاصة مع الدور الذي قام به وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي زار الدوحة يوم الأحد الماضي. سعود الفيصل زار الدوحة، واستغل الزيارة وفق ما تم تناوله في أوساط صحفيين للطلب من الحكومة القطرية الطلب من «الجزيرة» منع التعرض للأردن ووقف بث الحلقة الثانية. نقلت الصحيفة أن الحكومة احتجت على بث قناة «الجزيرة» يوم الخميس قبل الماضي برنامجا قدّمه الصحفي محمد حسنين هيكل حول موقف الأردن قبيل حرب العام 1967 والاتصالات السرية مع إسرائيل، وهو ما اعتبر «تحرشاً غير مبرر في ضوء حالة الانفراج والمصالحة العربية الجارية». رغم هذا وذاك، والتصعيد الإعلامي مستمر، والتأشير إلى أن حجم الغضب الأردني يمكن أن يصل لحد مقاطعة قمة الدوحة، غير أن «الجزيرة» بثت الحلقة الثانية من برنامجها «مع هيكل» ومن المفترض أن تعاود بث الحلقة الثالثة الخميس المقبل، التي سيتم فيها مواصلة التعرض للأردن وفق سياق الحلقات السابقة. صحفي رفض الإفصاح عن اسمه التقى الرئيس الذهبي في الأيام الماضية، قال لـ«ے» لمست غضباً رسمياً أردنياً على حلقات هيكل، وتم التاشير من قبل رئيس الوزراء ان استمرار بث الحلقات يعرض مستوى المشاركة الأردنية في القمة للمراجعة. بخلاف المواقف الحكومية السابقة التي تم فيها التضييق على قناة «الجزيرة» في الأردن، وتعرضها للإغلاق العام 1998، إبان كان وزير الخارجية الحالي ناصر جودة وزيراً للإعلام، لم يصدر عن الحكومة أي موقف باتجاه مكتب القناة في عمان. الموقف الرسمي مما قاله هيكل عبّر عنه وزير الخارجية ناصر جودة خلال لقائه رئيس وأعضاء لجنة الشؤون العربية والدولية في مجلس النواب، ومن هنا أعلن جودة ان الأردن سيشارك في القمة، دون أن يحدد مستوى التمثيل، باعتبار أن ذلك قرار صاحب الشأن الملك عبدالله الثاني. سؤل جودة عن حلقات هيكل من قبل نواب، فأجاب: «نظامنا السياسي مستمر منذ العام 1921 بلا تغيير، وهو نظام سياسي مستمر ومستقر بفضل القيادة الهاشمية الحكيمة، ونحن نعتز بنظامنا السياسي ولا نهتز من الأصوات النشاز». «غضبة» الكُتّاب بعد بث الحلقة الثانية، توسعت لتشمل إضافة لهيكل قناة الجزيرة، التي تم اتهامها من قبل كتاب «بتعمد نبش الماضي وتقويض التضامن العربي». وبين هذا وذاك لم ترتقِ الردود على هيكل لمحاكاة التاريخ، باستثناء مقالة رئيس تحرير «العرب اليوم» طاهر العدوان التي رد فيها على هيكل بشكل هادئ دون تشنج او عصبية وبمهنية. وكانت يوميات «الرأي» و «الدستور» و«الغد»، حملت بشدة على هيكل عند بث الجزء الأول من الحلقة، واتهمته بشتى أنواع الاتهامات، منها «الهذيان والخرف». بخلاف الحلقة الأولى من البرنامج، والذي اقتصر النقد فيه على اليوميات الثلاث، انضمت «العرب اليوم» إلى شقيقاتها في حملة نقد هيكل، بعد بث الجزء الثاني، وكان ذلك عبر مقالة مطولة لرئيس تحريرها طاهر العدوان، غير أن ما ميّز الحملة الثانية في رد اليوميات الهجوم على «الجزيرة» حيناً ومحاكاة ما كتبه هيكل، من خلال دحضه حيناً آخر، واستنطاق مؤرخين، كما فعلت «الغد». اعتبرت يوميات أن البرنامج تضمن «أكاذيب وافتراءات» بحق الملك الراحل الحسين بن طلال، والتقاط مفاصل من التاريخ والتركيز عليها، دون تناول الظروف التي رافقت ذلك. ركزت يوميتا «الرأي» و«الغد» على مهاجمة «الجزيرة» القطرية، بشكل مباشر، واتهامها بتعمد «نبش الماضي»، وقالت: «لن ننجر لفتنة الجزيرة». وأوضحت الصحيفة أن «هذه الحلقات من نبش الماضي لا تخدم أي هدف قومي ولا تفضي أيا كانت اتجاهاتها إلى توثيق الصلات العربية»، مشيرة إلى أن «توقيتها يؤكد إصرار الجزيرة على لعب دور تخريبي للجهود المبذولة لتنقية الأجواء وتوثيق المصالحة العربية». كما كتب رداً على هيكل الكاتب والعين صالح القلاب، وعاد للكتابة في «الرأي»، النائب خليل عطية، بعد أن كتب راداً على هيكل في حلقته الأولى. «الغد» استأنفت مشاركتها في الحملة بيد أن هجومها هذه المرة تركز على «الجزيرة»، من خلال «تحليل إخباري» موقع باسم الصحفي تيسير نعيمات، اشتمل على استصراح ثلاث من الشخصيات التي عاصرت الملك الراحل الحسين، هم: محمد عدنان البخيت، فالح الطويل، ومحمد مصالحة. تحليل «الغد» جاء بعنوان «محللون: هيكل أكذوبة خرفة تنفث سمها على حلقات من مقبرة اسمها الجزيرة». رأى المحللون أن «الجزيرة التي انهمكت في بث أكاذيبها وافتراءاتها ضد الملك الراحل الحسين لا تقيم أي وازع للعلاقات العربية العربية، ويسوؤها أن يكون العرب مقبلين على عقد قمتهم التضامنية في الدوحة». وعاود الكاتب في الصحيفة مهند مبيضين الكتابة حول الموضوع بعنوان جاء فيه «الجزيرة متضررة من الوفاق العربي»، وكتب أيضا الكاتب محمد ابو رمان في الموضوع عينه للمرة الثانية على التوالي، وتناول الكاتب سميح المعايطة الموضوع من وجهة نظر مغايرة بعنوان «عندما لا يكون الصمت من ذهب». مقالة المعايطة انتقدت ما اعتبره صمت أصحاب الدولة والوزراء الذين عاصروا الملك الحسين، وعدم مبادرتهم للرد على اتهامات هيكل. صحيفة «الدستور» عاد محررها السياسي للكتابة على صفحتها الأولى في الجزء الأيمن من النصف الثاني للصفحة بعنوان: «الوثائق المزورة لا تكتب تاريخاً ولا تنال من إرث عظيم»، ما ميز المقالة في «الدستور» أن الصحيفة لم تذهب بعيداً في نقد فضائية «الجزيرة»، وخاطبها محررها السياسي بجملة «الزملاء في قناة الجزيرة»، واختلفت عن شقيقاتها بعدم التركيز على نقد القناة، وإنما ركزت النقد على ما جاء في كلمات هيكل. انضم الصحفي باسم سكجها للكتابة حول الموضوع في «الدستور» فكتب في عموده اليومي «بسرعة» بعنوان «هيكل والحسين وخالد وفراس» تذكر فيها رأي خالد ابن الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر بمحمد حسنين هيكل، ورأي هيكل في الملك الراحل الحسين فقال: «حين خرج الأستاذ الكبير من مقابلة الراحل الحسين، مرّ على الزملاء الأساتذة: محمد داودية، علي الفزاع، وأمجد العضايلة، ويقول لي أمجد: لا أنسى أنّه قال لنا بالحرف: ده راجل عظيم، ما فيش منّه، ولازم تحافظوا عليه من أجل الأمّة، وتحدّث هيكل بإعجاب كبير عن موقف الملك الحسين من حرب الخليج، أتذكّر كلّ ذلك، وغيره، وأنا أستمع إلى حفلة شتم مريضة بحقّ الملك الحسين، من رجل قال عكس الكلام تماماً». المقالة المطولة التي حملت توقيع طاهر العدوان في «العرب اليوم» نشر الأحد 22 من آذار /مارس الجاري، وفيها تناول العدوان مفاصل عدة جاء على ذكرها هيكل من خلال محاكاة التاريخ بالتاريخ، دون الوقوع في فخ الهجوم الشخصي على هيكل، وإنما حرص العدوان على ذكر محطات ذات أثر في تاريخ الراحل الحسين. |
|
|||||||||||||