العدد 69 - الملف | ||||||||||||||
السجل - خاص
الدوحة ـ مع استقلال دولة قطر العام 1971، تزايد توافد الأردنيين للعمل في الدولة التي كانت تتطلع للعبور نحو التنمية والتحديث والتطور. القطاع العام كان الأكثر استقطابا للأردنيين، فعملوا في التعليم، الصحة، الإعلام والوظائف الإدارية وفي غير قطاع. وأقبل آخرون على العمل في القطاع الخاص، وأسسوا شركات مع شركاء قطريين، نمت لاحقاً وما زال بعضها قائماً. وخلال نحو أربعة عقود، ظل توافد الأردنيين على قطر وعملهم فيها مطرداً، وإن تباينت أعدادهم مع تباين حاجيات البلد وحرص سلطاتها على تنويع الجنسيات التي تنتمي إليها الكفاءات والكوادر البشرية، وظل اطمئنان العمالة الأردنية على أحوالها قائما، وإن شهد في أثناء أزمة احتلال العراق للكويت بعض القلق وقدراً من التوتر. وقد ساهمت العلاقات الحسنة، والممتازة أحيانا، بين حكومتي البلدين، بدعم متواصل للجالية الأردنية في قطر ونموها، فظل حرص الدوحة قائماً على الإفادة الدائمة من الخبرات والطاقات الأردنية، وتبدّى ذلك مثلا بُعيد تسلم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الحكم في صيف 1996، حيث برز التوجه إلى استقدام عمالة أردنية في الصحافة، التعليم، الصحة والإدارة، وكذلك لدى القطاع الخاص. ويتذكر أردنيون في قطر تلك المرحلة، وهم يعاينون حالياً، ومنذ نحو ثلاث سنوات، نفوراً حكومياً من استقدام طاقات أردنية، إذ يميل الموقف الرسمي لتفضيل عرب آخرين، بالتوازي مع التشدد في إجراءات إصدار تأشيرات العمل، وعدم إصدارها في حالات كثيرة لأردنيين تعاقدت معهم مؤسسات قطرية، حكومية وخاصة، للعمل لديها. وكانت زيارة الملك عبد الله الثاني في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، مبعث تفاؤل باتجاه مرونة قطرية في التعاطي الإيجابي مع العمالة الأردنية، وهو ما تحدث عنه رئيس الوزراء نادر الذهبي في أثناء زيارته الدوحة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. التأشير إلى المحطة الراهنة في مسار حضور الأردنيين الفاعل في قطر منذ بواكير السبعينيات، لا تواكبه ضغوط ثقيلة على أرزاقهم، لكنه يحيل إلى شعور غير مكتوم بعدم الاطمئنان، بالنظر إلى ما كان يحظى به الأردنيون من تقدير خاص، وربما من أولوية لهم. يُذكر أن شخصيات أردنية عدة أقامت في الدوحة، وأبدت تميزاً في قطاعات مختلفة لسنين غير قليلة، وبعضها ما زال مقيما في قطر، كما أن تأثير بعض المقيمين منهم حاضر في المشهد القطري العام في قطر، بصورة أو بأخرى. بالتطرق إلى نشأة الإعلام في قطر، يبرز اسم وزير الإعلام الأردني الأسبق المرحوم محمود الشريف، الذي يعدّ مؤسس أجهزة ومؤسسات الإعلام المرئي والمسموع في قطر العام 1968، وقد عمل مديرا للإعلام منذ 1969 وحتى 1974، (خلفه الكاتب السوداني الراحل الطيب صالح). وعلى مر السنوات التالية، التحقت خبرات أردنية عديدة في قطاع الإعلام، من إذاعة وتلفاز وصحف مكتوبة، واجتذبت قناة الجزيرة منذ تأسيسها نخبة من الخبرات الأردنية التي شغلت مواقع متقدمة فيها. وفي ذاكرة العمل الثقافي والإعلامي في قطر، يتقدم اسم الراحل هاني صنوبر، الذي عمل مساعدا للمدير العام لإذاعة قطر في 1973، كما عمل العام 1976 في تأسيس المسرح القطري، ويعدّ إخراجه مسرحية «أم الزين» العام 1974 لكاتبها عبد الرحمن المناعي، التدشين الفني الأول والأهم للمسرح بمعناه الحديث في دولة قطر. أما الطبيب كامل العجلوني، فقد ساهم في تأسيس مستشفى حمد الطبي، وهو من الأسماء التي تثير مشاعر الثناء لدى المواطنين والمقيمين، وهناك الطبيب عبدالله عويدي العبادي، الذي عمل مديرا طبياً للمستشفى إلى ما قبل سنوات. كما عمل في قطر مروان عوض الله، الذي كان وزيرا للمالية في حكومة عبدالكريم الكباريتي، وقد عمل لسنوات مديرا عاماً لأحد البنوك، كما عمل وزير الثقافة الحالي صبري ربيحات مستشاراً في الدوحة. وكانت نسبة الأردنيين في وظائف العمل العام، لا سيما في التربية والتعليم والصحة، وكذلك في الجيش والشرطة، إلى نحو عقدين، تناهز 60 في المئة من الأردنيين العاملين في قطر، لكن هذه النسبة بدأت في التراجع سنة تلو أخرى، حيث باتوا يشكلون الآن في القطاع العام، أي في وظائف الدولة المختلفة، نسبة لا تتجاوز 5 في المئة من الأردنيين العاملين في قطر، الذين تتراوح أعدادهم بين 27 - 30 ألفاً، ويتركز معظمهم حالياً في منشآت القطاع الخاص ومؤسساته. ثمة قصص نجاح لأردنيين في قطر شقوا طريقهم في القطاع الخاص، وأنشأوا شركات ومشاريع بالتعاون مع قطريين، فهناك محمد أبو شنب صاحب المدارس العالمية في الأردن، وهو شريك لرجل الأعمال القطري سليمان حيدر. وهناك محمد أبو الرب، وهو رجل أعمال في مجال المقاولات. ووجدي السلايطة، صاحب شركة كروان المتخصصة في توريد مادة «البوتمين» لسفلتة الشوارع. وسامر الجاغوب، شريك في شركة معروفة لتدقيق الحسابات. وإميل الترك، صاحب شركة مقاولات كبيرة. ومن الأسماء البارزة، نصير الحمود، وهو طبيب ورجل أعمال عين سفيرا للأمم المتحدة للنيات الحسنة لأنشطته الاجتماعية والخيرية. وراضي النتشة، الذي يعمل في قطاع المفروشات، وصفوح الجاعوني، صاحب مدارس الجالية الأردنية في قطر. ويدير عدد من الأردنيين أسماء معروفة لشركات أردنية مثل: مطعم جبري ، حلويات حبيبة ومطعم حمادة.. وغيرها. وكان لافتا الإعلان قبل شهور عن عزم الجالية الأردنية في قطر إطلاق مشروع استثماري عقاري في الأردن، وهو مدينة سكنية ضخمة، وتوقع رجل الأعمال نصير الحمود أن تضم ألفي وحدة سكنية. ووجهت الدعوة لكل أفراد الجالية هناك للمشاركة في المشروع، وتعبئة نماذج خاصة أعدت لهذا الهدف، لمعرفة عدد الراغبين في المشاركة. |
|
|||||||||||||