العدد 68 - كاتب / قارئ
 

اجرت قبيلة بني حميدة طوعياً من الحجاز إلى أطراف بادية الشام، وجلّ نشاط أبنائها كان في الدفاع عن النفس أو عون أبناء العمومة.

من الأمثلة على ذلك المشاركة في التصدي لغزوات الإخوان (الخوين) الآتية آنذاك من الشرق، فتشكل في وعي بني حميدة مفهوم الدفاع عن النفس والمكان. وكذلك الهبّة ضد الأتراك في مناطقهم، وكانت فاعلة وقوية.

أما مشاركتهم الجلية والواضحة في استقبال الأمير القادم من الشرق، فقد غُيّبت بفعل «خبث» الإعلام العشائري.

هذه القبيلة الآمنة استَقبلت المهجرين المسيحيين من الكرك بدفء وحفاوة، إلى أن استقروا بعد ذلك في مادبا.

في ثلاثينيات القرن الماضي، شارك أبناؤها بوضوح في صفوف المناضلين دفاعاً عن فلسطين. ومن المؤكد أن وعيهم السياسي الحديث أخذ يتشكل بفعل الهزائم المتلاحقة، بدءاً من 1948 وحتى يومنا هذا، وربما لم يجدوا جواباً مقنعاً من أحد يبرر مسلسل الهزائم والتهميش.

بعد ذلك شاركوا أهلَهم في الجنوب في هبّة نيسان التي أعادت الديمقراطية للبلاد، بوعي وطني، تلك الديمقراطية التي اغتصبها لاحقاً قانون الانتخاب الحكومي بامتياز، إن لم يكن وأدها.

فيضٌ من الأسئلة تُطرح عند الحديث عن أوضاع بني حميدة:

- امتلاك شخص واحد مزرعةً بها خمس آبار ارتوازية في بعض المناطق، في حين ليس هناك سوى أربع آبار ارتوازية في لواء ذيبان كاملاً، رغم أن مساحته تشكل أكثر من 70 في المئة من مساحة محافظة مادبا.

- خلو مناطقهم من الجامعات أو المعاهد التعليمية.

- خلو اللواء من المدارس العسكرية.

- الحرمان من تكافؤ الفرص في الوظائف العامة.

- البطالة وسط المتعلمين وغيرهم.

- خلو المنطقة من أي مشاريع استثمارية حكومية أو غيرها.

- إهمال المناطق السياحية التاريخية والطبيعية.

القائمة تطول، لكنها بالضرورة تستدعي البحث عن حلول وطنية لهذه العقبات والمشاكل من أجل الوطن والأبناء والأحفاد.

ليس بمستغرب أن ينتظم أبناء المنطقة في الأحزاب السياسية المختلفة، وذلك في خمسينيات القرن الماضي، وأن ينخرطوا أيضا في صفوف المنظمات الفلسطينية في الستينيات.

السؤال الملحّ الآن: ماذا بوسعهم أن يفعلوا مستقبلاً، لإثبات انتمائهم لدينهم وعروبتهم ووطنهم وحتى إنسانيتهم؟

* تعبير يطلق على بني حميدة

سالم قبيلات

السياح*
 
19-Mar-2009
 
العدد 68