العدد 68 - احتباس حراري
 

في المرة المقبلة عندما تشتري ورق التواليت، لا تَختَر نوعية فاخرة ذات نعومة فائقة، فالورق الناعم يعني أنه صُنع من لبّ الخشب البكر، بعكس الورق الخشن المصنَّع من ألياف معاد تدويرها.

«ورق التواليت الناعم يقتل الغابات العذراء في العالم». هذا ما يقوله مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية (NRDC)، وهو منظمة أميركية غير ربحية. بحسب المنظمة، فإن ملايين الأشجار في العالم تُقطع في كل عام لتصنيع ورق التواليت، ورغم أنه من الممكن صناعته من مواد معاد تدويرها، إلا أن تصنيعه من مواد بكر، يساعد على إضفاء لمسة النعومة التي يطلبها المستهلكون.

تقرير نشرته «نيويورك تايمز» في شباط/فبراير الفائت، ذكر أن الولايات المتحدة أكبرُ سوق لورق التواليت في العالم، فالأميركي يستهلك ثلاثة أمثال الأوروبي من ورق التواليت، وأكثر بمئة مرة من الصيني.

المشكلة تتوقف، لا على كمية الاستهلاك، بل على نوعية الورق المستعمَل، فنسبة المعاد تدويره من ورق التواليت في أوروبا وأميركا اللاتينية تصل إلى 40 في المئة، أما في الولايات المتحدة، حيث المواطن هناك «متطلب، وصعب الإرضاء»، فإن النسبة تنخفض إلى 2 في المئة، بسبب الاتجاه إلى استهلاك ورق فائق النعومة.

يبدو أن الأمور لا تسير بالاتجاه الصحيح، ذلك أن نسبة المبيعات من الماركات الفاخرة، سجلت في العام الماضي ارتفاعا بنسبة 40 في المئة.

42 في المئة من تصنيع الخشب يدخل في تصنيع الورق، وتحتل صناعات الورق المرتبة الرابعة في الصناعات المسؤولة عن الانبعاثات السامة. كما أن الورق يشكل 25 في المئة من النفايات على الأرض.

مقارنةً مع الورق المصنَّع من مواد بكر، فإن الورق المعاد تصنيعه يحتاج لتصنيعه طاقة أقل بنسبة 44 في المئة، وماء أقل بنسبة 50 في المئة، وبالتأكيد لا يحتاج إلى خشب نهائيا.

خبير النفايات، وعضو مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية (Allen Hershkowitz)، يقول: «ورق التواليت منتج نستخدمه لأقل من ثلاث ثوان، ولكن انعكاساته السلبية على البيئة هائلة، والأجيال المقبلة ستنظر إلى استخدامنا لورق التواليت بوصفه واحدا من التجاوزات الكبرى في هذا العصر».

على الصعيد نفسه، قامت جماعة من الناشطين بيئيا في اليابان بحملة لخفض استهلاك اليابانيين من ورق التواليت، وذلك باستخدام أسلوب غير مألوف، وهو استخدام الشِّعر، فقد قام أعضاء هذه الحملة بتثبيت ملصقات داخل الحمّامات العامة تحمل قصائد شعرية تحث مستخدم المرحاض على ضرورة التقليل من الكمية التي يستخدمها من الورق. يطمح المشاركون في الحملة إلى الوصول إلى ألف حمّام عام.

مركز الأبحاث الياباني، توقّع في دراسة له أن ينخفض الاستهلاك إلى 20 في المئة. الدراسة أشارت إلى زيادة استهلاك اليابانيين لورق التواليت، وعزت ذلك إلى ازدياد الحمّامات العامة في اليابان، حيث، يميل الناس في الغالب، إلى استهلاك المزيد منه بسبب مجانيته.

ورق التواليت خطر على البيئة
 
19-Mar-2009
 
العدد 68