العدد 68 - علوم وتكنولوجيا
 

تسعى شركات إنتاج الأجهزة الكهربائية، لتطوير مفهوم «المنزل الرقمي»، وهو تصور جديد لتحويل جميع أجهزة البيت إلى إلكترونية، والعمل على ربطها معاً عبر تقنيات تكنولوجية حديثة، وتوفير الراحة لساكني المنزل.

تقوم فكرة «المنزل الرقمي» على ربط جميع أجهزة المنزل بجهاز كمبيوتر مركزي، من خلال شبكة داخلية مع الجهاز المركزي، وهناك نوعان من الشبكات التي تُستخدم للربط في ما بين الأجهزة الحاسوبية: الشبكات السلكية، والشبكات اللاسلكية.

تستخدم الشبكات السلكية تمديدات وتوصيلات سلكية داخل المنزل، وتستغرق الكثير من الجهد في التركيب، وفي توصيل كل كيبل إلى غرفة من الغرف، بخاصة إذا كان المنزل كبيراً. كما أن التكلفة تزيد بزيادة طول الأسلاك والتوصيلات.

أما الشبكات اللاسلكية، أو تقنية «الواي فاي» (WiFi)، فقد حلت هذه المشكلة، وأصبح بإمكان أي مستخدم للحاسوب استخدامه بشكل حرّ ودون أي قيود. كما أن الشبكات اللاسلكية تستطيع البث إلى مسافة تصل إلى 250 مترا على تقنية (MaxG) الجديدة التي أطلقتها شركة «يو إس روبوتيكس» (US Robotics).

للحصول على منزل رقمي من دون أسلاك، لا بد من توفير أجهزة عدة، من أبرزها جهاز مركز رقمي متعدد الوسائط (Media Center)، وهو حاسوب صغير يشبه الفيديو، يتم ربطه بشاشة التلفاز. هذا الجهاز يربط جميع الوسائط المتعددة من فيديو وصور ومقاطع صوتية وتلفزيون وراديو إلى جميع أنحاء المنزل، ما يعني بث جميع هذه الوسائط إلى جميع الأجهزة.

وهناك أيضاً جهاز بث لاسلكي (Wireless Router) لتوصيل خدمة الإنترنت إلى جميع أنحاء المنزل.

من أهم المميزات في استخدام الشبكات، ميزة «المشاركة» التي تتيح لجميع ساكني المنزل استخدام جميع الأجهزة الإلكترونية وتبادل المعلومات بينها، إضافة إلى تبادل المهام ما بين الأجهزة المختلفة. فمن الممكن مشاهدة البرامج التلفزيونية عبر جهاز الكمبيوتر، وتصفح الإنترنت من خلال جهاز التلفزيون.

وهناك الكثير من الشركات التي قدمت خططها لتطوير مثل هذا المنزل، ومن أهمها شركة «أيسر» (Acer)، التي طرحت مجموعة من المنتجات في الأسواق ضمن مفهوم «التقنية المُدمجة»، الذي يدعم المنزل الرقمي. الشركة طرحت رؤيتها في أكثر من معرض تكنولوجي، لتحويل هذا المنزل إلى حقيقة، عبر جهاز يؤدي وظائف أجهزة عدة، مثل: التلفزيون، والكمبيوتر، ومشغلات الأغاني.

كما بدأت الشركات الأخرى (مثل «LG» و«Samsung»)، تصنيع مختلف الأجهزة بما فيها الرقمية والمنزلية، ابتداء بالثلاجة والفرن، وانتهاء بالأجهزة الترفيهية مثل الكمبيوتر والتلفزيون، ما يفتح المجال أمام تحقيق مفهوم «المنزل الرقمي» على أرض الواقع.

وفي «المنزل الرقمي»، تخضع أجهزة الكمبيوتر والأجهزة المنزلية للمعايير نفسها في النظام الرقمي، بحيث أن كل شيء يتم السيطرة عليه من جهاز كمبيوتر مركزي. كما يتم جمع المنتجات الرقمية، وتحقيق التواصل بين جميع أفراد المنزل، وإتاحة الفرصة أمامهم للتمتع بالمحتوى الرقمي، بما في ذلك الموسيقى والصور والفيديو على أجهزة متعددة في المنزل وخارجه، ويدعم مثل هذا المنزل مفهوم «الحياة الرقمية»، الذي يتم من خلاله تحويل أشكال الحياة كافة إلى النسق الرقمي.

بموازاة ذلك، يجري العمل على مفهوم «المكتب الرقمي»، الذي بات منتشراً بسرعة أكبر منها في المنازل، ويتضمن أتمتة جميع الأنظمة المعمول بها في الشركات، باستخدام بصمة الإصبع أو بصمة العين للتعرف على الموظف، واستخدامه في خدمة «ختم الدوام». والعمل على ربط المكاتب والأقسام معاً، من خلال الشبكات، إضافة إلى تخزين المعلومات المتعلقة بالعمل على الكمبيوتر، والتخلي عن الأرشيف الورقي، وهو ما تحقَّق إلى حد كبير في معظم الشركات وأماكن العمل في الشرق الأوسط والعالم.

يتم كل هذا ضمن ثورة المعلومات التي تجتاح العالم، والاعتماد على الأجهزة التكنولوجية في معظم الأمور، وهو ما يعارضه كثيرون، خوفاً من أن يتعطل النظام فجأة، فتصبح عاجزاً عن فتح باب الثلاجة، أو أن يُحبس طعامك في الفرن!.

المنزل الرقمي: حلم في طريقه للتحقق
 
19-Mar-2009
 
العدد 68