العدد 68 - سينما وتلفزيون | ||||||||||||||
عدي الريماوي
رغم شعبية «باب الحارة» و«عيون عليا»، ونجاح مسلسلات مثل «الاجتياح» عالمياً، إلا أن هذا النوع من الدراما لا يلقى رواجاً إلا في شهر رمضان، فيما يُقبل الشبان في بقية شهور السنة، على المسلسلات الأجنبية بشتى أنواعها. قبل عقد من الزمان، كان قلّة من الشبان المفتونين بالغرب يتابعون القناة الثانية في التلفزيون الأردني، التي كانت تبث المسلسلات والأفلام الأميركية، الكوميدية، مثل «Friends» و«Fresh Prince of Bell Air»، والتشويقية مثل «The X-Files» و«ER». حالياً هناك أكثر من سبع قنوات مجانية تتخصص بالمسلسلات والأفلام الأميركية، وتتنافس في ما بينها لعرض الحديث منها، وانتشرت أيضاً مواقع الإنترنت العربية الغربية، التي توفر جميع حلقات المسلسلات الجديدة، إضافة إلى محلات الـ(دي.في.دي) التي باتت المسلسلات من أهم مصادر ربحها، لدرجة أن المتابعين في الأردن يشاهدون مسلسلاتهم المفضّلة بالتزامن مع وقت عرضها مباشرةً في الولايات المتحدة. يحتل مسلسل «Prison Break» المرتبة الأولى بين المسلسلات المفضّلة لدى الشباب. يقول عمار، شاب في مقتبل العشرينيات: «إنه مسلسلي المفضّل، لأنه ينطوي على تخطيط وذكاء كبيرين. أتابعه أسبوعياً بعد يوم من عرضه على القنوات الأميركية». أما مصعب، 23 سنة، فيقول إنه لم يهتم يوماً بالمسلسلات الأجنبية، ولم يتابع أحدها، «بس Prison Break كان غير، فيه الكثير من التشويق والإثارة، بعيداً عن البطولات الأميركية التي نشاهدها في بقية الأفلام والمسلسلات». يتحدث المسلسل عن شاب يدخل السجن بإرادته لتهريب أخيه المسجون ظلماً، وتستمر مغامراتهما بحثاً عن المؤامرة الكبرى وراء ذلك. وقد عُرض المسلسل للمرة الأولى قبل عامين على قناة «MBC Action» التي تشتهر بأنها القناة التي أدخلت عشرات مسلسلات الإثارة والعنف إلى البيوت العربية، وكانت أيضاً أول قناة عربية تعرض مسلسل «Lost» الذي حظي بكثير من المتابعين من الجنسين في الأردن. تقول صبا، 27 عاماً: « Lostالمسلسل الأكثر إثارة على التلفزيون، تابعت عشرات المسلسلات الأجنبية، لكنه أكثرها تميزاً، أشعر برهبة كبيرة عند متابعته». أما مروى، 23 عاماً، فترى فيه مسلسلاً يجذب العقول. «فيه الكثير من النظريات والتعقيدات، أشعر أني أحل مسألة حسابية عند متابعته، إضافة إلى أن الممثلين يبرعون في أداء أدوارهم»، تقول. يتحدث المسلسل عن طائرة تتحطم على جزيرة مهجورة، ويحاول الناجون من حادث التحطم، العودة إلى وطنهم، ويعيشون مغامرات مرعبة على الجزيرة. وهناك مسلسل «24» الناجح الذي يتحدث عن عميل أميركي، يسهم في إيقاف هجمات إرهابية تعصف ببلاده، عادةً ما يكون المخططون لها عرب أو مسلمون. انخفضت جماهيرية هذا المسلسل كثيراً، لتراجع مستواه من جهة، ولوصمه المسلمين بـ«الإرهاب». وكانت مجموعة «MBC» بدأت عرض هذا المسلسل منذ ثماني سنوات، منذ موسمه الأول، وتُواصل عرض أحدث أجزائه كل عام. يقول صاحب أحد محلات الـ(دي.في.دي) المنتشرة في وسط البلد: «هذه المسلسلات يُقبل عليها الكثيرون من أعمار مختلفة، عرباً وأجانب مقيمين في البلاد». وعن أكثر المسلسلات مبيعاً لديه يقول إن «Prison Break» و«Lost» هما المسلسلان الأكثر انتشاراً بين الشبان، إضافة إلى «Heroes» الذي يشهد إقبالاً في الفترة الأخيرة. تشتهر المسلسلات الأجنبية بأن الواحد منها يتكون من أجزاء متعددة، تتغير فيها الشخوص، وتشتمل على الكثير من التنوع، مما يساهم في زيادة انتشار المسلسل ونجاحه واستمرار عرضه لسنوات طويلة، بعكس المسلسلات العربية التي عادة ما يكون الواحد منها جزءاً واحداً، رغم التوجه الذي بدا واضحاً في السنوات الأخيرة نحو إنتاج أجزاء عدة، كما حدث مع المسلسل الشعبي «باب الحارة» الذي أُنتجت ثلاثة أجزاء منه، ومن المتوقَّع عرض الجزء الرابع منه في شهر رمضان المقبل. وقد دخلت المسلسلات الرومانسية والكوميدية على الخط، وبات كثير من الشبّان يتابعون الإصدارات الأجنبية فقط، ويعزفون عن أي إنتاج عربي. تقول جمانة، 24 عاماً: «لم أعد أتابع أي مسلسل عربي، الممثلون أداؤهم بارد، ويفتقرون للكوميدية، أما المسلسلات الأجنبية فهي تحتوي على جميع عناصر المسلسل الناجح». مسلسل «Desperate Housewives» الذي بدأ عرضه قبل عامين، يلقى نجاحاً كبيراً بين أواسط الفتيات، لكن هذا الأمر يثير مخاوف علماء التربية، لأن أغلب قصص المسلسل تعتمد على الخيانات الزوجية «المشروعة»!. انتشار المسلسلات الأجنبية دليل آخر على تراجع الدراما العربية، والعزوف عنها من قِبل الشبّان، والمطلوب رفع سوية هذه الدراما، لاستعادة ثقة الشباّن بها. |
|
|||||||||||||