المؤلف: يوسف عليمات

الناشر: دار عالم الكتب الحديث، 2009

عدد الصفحات:216 صفحة

يروم الكتابُ الكشفَ عن فاعلية النسق الثقافي في تأسيس الخطابات الأيديولوجية المتضادة، والتمثلات السلطوية، والسياقات الثقافية المختلفة، والتأكيد على ولادة المؤلف بعد أن كان رولان بارت أعلن موته، فالمؤلف من منظور القراءة الثقافية يعدّ مبدعاً منتجاً قادراً على فهم سياقات الثقافة ووظائفها بحكم تماسه التاريخي مع مفرداتها. لذلك فإن معرفة تكوينه الثقافي وحضوره الطبقي والاجتماعي إضافة إلى حيثية علاقاته وتماسه مع المؤسسات الأيديولوجية أو السلطة الفكرية في عصره من الأهمية بمكان، للكشف عن الفاعلية النسقية في الخطاب الأدبي.

جاء الفصل الأول بعنوان «جماليات التحليل الثقافي: اعتذاريات النابغة الذبياني نموذجاً»، وقد تجلت في هذه الدراسة مظاهر الصراع بين نسقين متضادين هما: سلطة الملك (النعمان بن المنذر)، وسلطة الشعر (النابغة الذبياني)، وقد دحضت القراءةُ المقولةَ النقدية التي وصفت الذبياني بالخوف والرهبة في اعتذاريته، وبينت الكيفية التي تؤسس بها لغةُ الشعر المخاتلة/ عالم الذات، سلطةَ الشعر لمواجهة مؤامرات السلطة المضادة.

في الفصل الثاني الذي حمل عنوان «الظَّعينة في قصيدتي الهجاء والمديح عند بشر بن أبي خازم الأسدي»، أثبتت القراءة الثقافية أن الظعينة في قصيدتَي الهجاء والمديح عند الأسدي، تمثل نموذجاً في إضمار الأنساق الثقافية ذات الأبعاد الفكرية والأيديولوجية المرتبطة بثقافة الحرب في الشعر الجاهلي.

تناول الفصل الثالث «صورة المرأة عند الشعراء الصعاليك»، كاشفاً فاعلية الصورة ودورها في تشكيل الأنساق الثقافية في نص الصعلكة، إذ وظّف الشعراءُ الصعاليك المرأةَ بوصفها رمزاً لتجربتهم الواقعية وصراعهم مع ثقافة القهر والاضطهاد التي يمارسها المجتمع عليهم.

في الفصل الرابع والأخير، تناول الباحث «صورة المكان في شعر ابن قيس الرقيات»، وخلص إلى أن المكان في شعر الرقيات يمثل نسقاً أيديولوجياً يجسد موقف المعارضة السياسية التي يتبناها الشاعر ضد فكرة تحول الخلافة من الحجاز إلى الشام.