العدد 68 - اعلامي | ||||||||||||||
في مواجهة المنافسة المتزايدة من قبل نظيراتها الإلكترونيَّة، يتابع رؤساء تحرير المطبوعات الأميركيَّة الورقية بقلق شديد مستقبل هذه الصناعة، خصوصاً في ظلّ انخفاض عائدات الإعلان وتراجع عدد النسخ المطبوعة، فيما يتزايد شهرياً عدد الصحف المحلية الأميركية التي تقفل أبوابها. في هذا السياق، قال الخبير الإعلامي إريك ألترمان، في مقالة نشرتها مجلة «نيويوركر»: «إنَّ شركات المطبوعات تخسر المعلنين والقراء وتتراجع قيمتها السوقية. وأكثر من ذلك، يتراجع شعور العاملين في هذه الشركات بأنَّهم يؤدّون مهمَّة وواجباً. ويحدث كلّ ذلك بخطى متسارعة، كان يمكن بالكاد تصوّرها قبل أربع سنوات من الآن». ويخيم على قطاع الطباعة والنشر مزاج كئيب، إلى حد دفع بـ«الجمعية الأميركية لرؤساء التحرير» إلى إلغاء اجتماعها السنويّ المقرَّر لهذا العام. وشبَّه بيل كيلر، رئيس التحرير التنفيذي في صحيفة «نيويورك تايمز» في خطاب ألقاه مؤخراً في لندن الاجتماع السنويّ لرؤساء تحرير الصحف بأنَّه «جنازة ليس إلا». في الأسبوع الماضي، انضمت الصحيفة «روكي ماونتن نيوز كولورادو» إلى قافلة الصحف التي أغلقت أبوابها، وذلك قبل أسابيع قليلة من احتفالها بعامها الـ 150. وكانت سبقتها على القدر نفسه صحف يومية احتجبت عن الصدور خلال الـ18 شهراً الماضية، منها «سينسيناتي بوست»، و«بالتيمور إكزامينير»، و«كنتاكي بوست». وسجَّلت أوَّل 23 مطبوعة أميركية تراجعاً حاداً بنسبة 6 في المئة في عدد النسخ الموزعة خلال العام 2008 وفقاً لموقع newspaperdeathwatch.com. أشار الموقع إلى أنَّ الصحف كانت تسجِّل خلال دورات الانتخابات السابقة ارتفاعاً ملحوظاً في عدد النسخ الموزعة، الأمر الذي لم تشهده الدورة الأخيرة من الانتخابات الرئاسيَّة في الولايات المتحدة الأميركية. ومؤخراً، تلقَّت «سان فرانسيسكو كرونيكل»، الصحيفة التي لم يكن يتوقع لها السقوط، فهي توزع نحو 400 ألف نسخة يومياً، ضربة قاسية جراء تخفيض عدد نسخها الموزعة وتراجع عائداتها الإعلانيَّة والمنافسة القوية التي تواجهها بسبب الصحف الإلكترونية. يعتبر محللون أنَّه يتوجب على المطبوعات أن تتعلم كيفية الاستمرار في سوق المعلومات، حيث يطلب المستهلكون أن تكون أخبارهم مبنية على مصادر عدَّة، بما فيها الإنترنت. ويشير المحللون أيضاً إلى أنَّ الإنترنت هي المكان الأنسب للمعلنين ليصلوا الى جيل الشباب الذي يمتلك قدرة شرائية، ولكنه لم يكتسب هواية وعادة قراءة الصحف الورقيَّة عن والديه. وفقاً للإحصاءات، يناهز متوسِّط سنّ قراء الصحف الورقية في أميركا خمسة وخمسين عاماً وما فوق. يعني ذلك أن معظم القراء الأوفياء للمطبوعات الورقية هم أيضاً في طريقهم إلى التقاعد النهائيّ. ويصف 19 في المئة فقط من شريحة تتراوح أعمارها بين 18 و34 عاماً أنفسهم بأنهم قراء للصحف الورقية، بينما تعتمد المجموعة الباقية بمعظمها على الإنترنت بوصفها مصدراً للأخبار. الخبير الإعلامي فيليب ماير، توقع في كتابه «الصحيفة الزائلة» الذي أصدره في العام 2004 أن كل المطبوعات ستختفي خلال الثلاثين عاماً المقبلة، لتحلّ محلها مصادر الأخبار الإلكترونية. وأضاف ماير وآخرون، أن المواقع الإخبارية الإلكترونيَّة التي طورت اسماً معروفاً واكتسبت عدداً من القراء ستكون حينها في الموقع الملائم للإفادة من تنامي الاعتماد على شبكة الإنترنت بوصفها مصدراً للخبر والرأي. ومع تراجع أعداد النسخ الورقيَّة الموزعة العام 2008، سجلت أوَّل 23 مطبوعة أميركية ارتفاعا بنسبة 16 في المئة في عدد زوار مواقعها الإلكترونية. في هذا السياق، أشار أحد المحررين في «نيويورك تايمز» إلى أنه «كي تنجو كمطبوعة، عليك أن تنجح على الإنترنت». وحتى «نيويورك تايمز»، وهي إحدى أبرز الصحف الأميركية، تواجه مشكلة. فهي ترزح تحت ديون بقيمة مليار دولار أميركي، ولا تمتلك منها كسيولة إلا 60 مليون دولار، وقد سجلت أسهمها تراجعاً بنسبة 55 في المئة خلال العام الماضي. وعلى الرغم من القرض الذي حظيت به من الملياردير المكسيكي اللبناني الأصل كارلوس سليم حلو، إلا أن قيمة سهم الشركة المدرج في البورصة ما زال يقلّ عن أربعة دولارات أميركية. |
|
|||||||||||||