العدد 67 - اقليمي | ||||||||||||||
سليم القانوني جولة المصالحات بين الأطراف العربية شهدت جولات متعددة من تحركات الزعماء في الأسبوعين الأخيرين. الرياض كانت ملتقى أول ورئيسياً الأربعاء الماضي 11 آذار/مارس الجاري في القمة التي استضافها العاهل السعودي، وضمت الرئيسين حسني مبارك، وبشار الأسد، وأمير دولة الكويت. اللقاء الرباعي لم يضم دولة قطر حسب مقترح سوري، وهو ما حمل وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، على التوجه إلى الدوحة بعد يومين من انفضاض القمة الرباعية، وكان أن تلاه الرئيس السوري الذي توجه بدوره بعد يومين من زيارة الفيصل إلى العاصمة القطرية. الدوحة تستضيف القمة العربية الدورية نهاية آذار/مارس الجاري، وتليها قمة عربية أميركية لاتينية. ويرغب المسؤولون القطريون بإشاعة انفراج في العلاقات العربية قبل استضافة القمتين. وسربت مصادر إعلامية بأن القاهرة لم تجد مسوغاً لدعوة قطر لذلك اللقاء الرباعي، وعلى خلفية أن الخلاف يقوم أساساً مع دمشق. المجتمعون في الرياض خرجوا على قدر من التفاؤل، وقد أفادت تصريحات للرئيس السوري الذي لم يلبث أن توجه للدوحة، بأن الاجتماع كان بمثابة نقطة بداية ومنطلقاً لحل المشكلات. أما المشكلات، فتتمحور حول الرؤية العربية للعلاقات مع طهران وحول التعاطي مع الملف الفلسطيني. وعلم أن دمشق تتمسك ب «علاقاتها الممتازة مع طهران في جميع المجالات »، كما أفاد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، لدى استقباله الاثنين 16 الجاري الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، في دمشق، في إطار اختتام هيئة متابعة تنفيذ قرارات القمة العربية 20 التي عقدت في آذار من العام الماضي في العاصمة السورية. موسى قال في المؤتمر الصحفي المشترك مع المعلم «إنه لن يكون هناك أي حضور غير عربي في القمة المقبلة باستثناء ممثلي المنظمات الإقليمية والدولية ». وسبق للدوحة أن دعت الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، إلى القمة الخليجية التي استضافتها مطلع العام الماضي، ما أثار استغراب بقية الوفود المشاركة. شدّد موسى في هذا المعرض على أن «قمة الدوحة ليست احتفالية .» واقع الأمر أن العلاقات العربية الإيرانية لم تبحث على مستوى جماعي، باستثناء إطار مجلس التعاون الخليجي )ست دول(. وحتى في هذا الإطار، فقد برز الموقف القطري الداعي لتمتين العلاقات مع طهران رغم أية خلافات معها. أوساط «المعتدلين العرب » لا ترى بأن تظهير الخلاف مع طهران، يتم على حساب أولوية الصراع العربي الإسرائيلي. فثمة اشتباك بين المسألتين، فلطهران رؤيتها لهذا الصراع، وهي لا تتوقف عند التمسك المبدئي بهذه الرؤية، إذ تذهب أبعد من ذلك إلى محاولة تقرير أمور الحرب والسلم في منطقتنا دون أن تتحمل الأعباء والنتائج المترتبة على قراراتها التي يتم تنفيذها على أيدي قوى حليفة مثل: حركة حماس في غزة، وحزب الله في لبنان. فيما يذهب «متشددون » إلى أن الفراغ السياسي في المنطقة، والمقصود به غياب الدينامية، هو وحده الذي يحفز إيران على التمدد ونشر نفوذها. على أن إثارة الملف الإيراني في الأسابيع الأخيرة، دفعت وزير الخارجية الإيراني متكي شهر لزيارة الرياض عقب القمة الرباعية الأحد الماضي 15 آذار/ مارس الجاري. وزير الخارجية السعودي وصف المباحثات بأنها «اتسمت بالصراحة والشفافية والوضوح المطلوب وقال سعود الفيصل: «إننا نقدر التأييد العربي لقضايانا العربية، على أن هذا التأييد يجب أن يتم عبر الشرعيات العربية ». وهي المرة الأولى التي يتم فيها بهذا الوضوح، انتقاد تحالف طهران مع حركات سياسية عربية.متكي لم يرد علناً على هذه الانتقادات، وواصل جولة له تشمل دول الخليج الست. تتواصل هذه التحركات، ومنها التحرك الأردني نحو المغرب بزيارة الملك عبدالله الثاني إلى الرباط الأحد الماضي، حيث تحدث تقرير ل «القدس العربي » الاثنين الماضي، عن ضيق أردني مغربي من «استبعادهما عن تحركات المصالحة .» علماً بأن التواصل بين عمان وكل من الرياض، والقاهرة لا يتوقف. الراجح أن الاتصالات سوف تتواصل قبل نحو عشرة أيام على انعقاد قمة الدوحة. والثابت أن القضايا المثارة باتت مترابطة، وتشمل التحدي الإسرائيلي مع قرب تشكيل حكومة متطرفة في تل أبيب، والعلاقة مع الإدارة الديمقراطية في واشنطن، ومع دولتي الإقليم تركيا وإيران، والفيصل، كما كان منذ أمد طويل، هو في كسر التحدي الإسرائيلي، وانتزاع تسوية متوازنة، فإيران تمر من هذا المعبر، والانقسام الفلسطيني يتغذى على انسداد آفاق التسوية، والحضور التركي يسد جزئياً غياب الوسيط الدولي النزيه، وحتى الأزمة اللبنانية وسلاح حزب الله، تجد بعض جذورها في استمرار احتلال الجولان السورية. ذلك كله فيما «يبشر » نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف، بما يسميه سلاماً اقتصادياً تحتفظ فيه تل أبيب بالأرض التي استولت عليها، وتمنح للفلسطينيين، فرص البقاء على قيد الحياة. |
|
|||||||||||||