العدد 67 - ثقافي
 

تأليف: ناصر الدين الأسد

الناشر: دار الفتح للدراسات والنشر،

الطبعة الثانية، 2009

عدد الصفحات: 158 صفحة

يفتتح الكتاب بتمهيد عن البيئة الثقافية في فلسطين خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، وهي بيئة خلت من ضروب التعليم الحكومي الحديث الذي يعين على إيجاد نهضة فكرية ثقافية عربية، وكانت المدارس إما كتاتيب وقفية قديمة لم تنل حظاً من الإصلاح، مهمتها تعليم شيء من القراءة والتجويد، وإما مدارس رسمية ابتدائية قليلة العدد وضعيفة المستوى لغة التعليم فيها التركية لا العربية. في خضم هذه البيئة وُلد روحي الخالدي، وحصّل المراحل الأولى من دراسته، ثم تابع دراسته في لبنان والأستانة، وأخيراً استقر به المقام في باريس، حيث درس في مدرسة العلوم السياسية وفي كلية الفنون «السوربون ». لينطلق بعدها فكره، فيلقي المحاضرات والندوات في باريس، ويتواصل مع الصحف العربية في لبنان ومصر بمقالاته، ويؤلف الكتب ويطبعها في البلاد العربية، وكانت كتاباتها، كما يوضح الأسد، يلفّها، رغم تنوعها واختلاف عناوينها وتعدد موضوعاتها، إطار عام واحد هو إطار البحث التاريخي، سواء أكان تاريخاً سياسياً أم اجتماعياً أم أدبياً أم علمياً.

تتناول الدارسة في قسمها الأول المكون من ثلاثة فصول، أسرة الخالدي وحياته وآثاره العلمية وشخصيته وخصائصه الثقافية، إذ تميز الخالدي

بحبه للمعرفة وحرصه على الاستزادة من طلب العلم الذي يجمع بين الثقافة العربية الأصيلة قديمها وحديثها، وبين الثقافة الأوروبية العصرية.

في القسم الثاني، كتب الأسد، محللاً وناقداً، عن عدد من الكتب وضعها الخالدي، هي: «تاريخ علم الأدب عند الإفرنج والعرب وفيكتور هوكو » الذي ألّفه بدايةً على شاكلة مقالات نشرها متسلسلة في مجلة «الهلال »، و «رسالة في سرعة انتشار الدين المحمدي وفي أقسام العالم الإسلامي ،» و «المقدمة في المسألة الشرقية منذ نشأتها الأولى إلى الربع الثاني من القرن الثامن عشر »، و «الانقلاب العثماني »، و «الكيمياء عند العرب ». بما يؤكد ريادة الخالدي في ميدان البحث التاريخي الحديث، وسبقه للكتابة في موضوعات متعددة، فهو أول من كتب كتاباً باللغة العربية عن «المسألة الشرقية »، وهو أول من استقصى أحوال العالم الإسلامي وجمع مادة إحصائية عن أقطار ورتبها هجائياً، وهو من أوائل الأدباء العرب الذين كتبوا في «الأدب المقارن ،» وفي «النقد الأدبي » وكان استعمل هذا المصطلح ليقابل المصطلح الأجنبي، وهو من أوائل الكتّاب العرب الذين عنوا بإظهار فضل العرب على الحضارة الأوروبية وعلى النهضة الأدبية العلمية الحديثة، بخاصة في ميدان علم الكيمياء.

ذُيّل الكتاب بملاحق اشتملت على وصف محاضرة روحي الخالدي التي ألقاها في الحفل الذي أقامته «جمعية نشر اللغات الأجنبية في فرنسا » العام

1897 ، وعلى فصل من كتاب الخالدي «الكيمياء عند العرب »، ونموذج من خط الخالدي وتوقيعه، وصورة شمسيه له.

محمد روحي الخالدي: رائد البحث التاريخي الحديث في فلسطين
 
12-Mar-2009
 
العدد 67