العدد 67 - حتى باب الدار
 

«يا منيل » هي شتيمة يستخدمها أشقاؤنا المصريون، وقد تعرفنا إليها من خلال المسلسلات بصورة أساسية، ومنها استخدامهم للدعوة التي يطلقونها ضد الخصوم بصيغة «جاءتك نيلة » وتلفظ «جَتَك نيلة .»

عثرت على أصل أردني لهذه الكلمة.. عند البدو الأردنيين، فإن «المنيل » (بفتح الياء وتشديدها)، تعني الجبان الذي هرب من المعركة حسب كتاب "خمسة أعوام في شرق الأردن" لبولس نعمان.

أصل الكلمة هنا من «النيلة »، وهي تلك الصبغة التي تستخدم لتغيير لون البياضات والملاحف، وتباع على شكل مكعبات صغيرة «نيلية اللون » تصنع في بريطانيا حصراً وما زالت لليوم تحتفظ بشكلها الكلاسيكي ويسمى

الواحد منها «زر نيلة .»

المنيلون عند البدو هم من جرى «تنييلهم » كعقوبة لهم على الفرار، و «التنييل » يتم عن طريق إحضار الشخص المعني إلى الخيمة وسط الرجال، ثم تدخل إلى المجلس فتاة حسناء بيدها كأس مملوءة بمحلول النيلة، وتلقي به على وجه الهارب، أما «الشارد »، كما يقولون، فيصبح «منيلاً » ثم يكمل الرجال بقية الطقس، فيخعلون عن «المنيل » ملابس الرجال، ويلقون عليه ملابس النساء. لا يمحو هذا العار عن «المنيل » إلا بأن يخوض حرباً جديدة ويبلي فيها بلاء حسناً، ويقال إن الخصوم في المعارك يحاولون الهرب أمام «المنيلين » لأنهم يبدون بسالة وشجاعة استثنائيتين.

المنيلون
 
12-Mar-2009
 
العدد 67