العدد 67 - حتى باب الدار
 

يشكو كثيرون من صعوبة قياس «الاقتصاد الفردي » مقارنة بتوافر العديد من مؤشرات قياس كل من الاقتصاد الكلي والاقتصاد الجزئي أي اقتصاد المؤسسات والشركات، لكن أغلب الظن أن ما يفوت هؤلاء هو الاختلاف الكبير في طبيعة المؤشرات في الحالتين، ولو انتبهوا إلى ذلك لتبينوا أن مؤشرات تراجع الاقتصاد الفردي والشخصي للأردنيين قائمة وكثيرة.

من تلك المؤشرات: زيادة حالات الصراخ العابر للشقق بين الأزواج بسبب عدم تلبية | الاحتياجات، وزيادة عمليات التجاذب بين الآباء والأمهات من جهة وأبنائهم من جهة أخرى أمام محلات بيع ألعاب الأطفال ومأكولاتهم، وكثافة انتشار محلات «تقييف » الملابس ورثيها، والتضخم في عدد أكشاك تصليح الأحذية وعدم تردد صاحب الحذاء عن الانتظار أمام الكشك منتعلاً «شبشب » المحل المخصص لهذه الغاية. ومن تلك المؤشرات تزايد حالات إصرار ركاب سيارات السرفيس على «ترجيع الفراطة » وتخليهم عن قاعدة «مش جاية من قرش أو قرشين »، وزيادة حالات «الصفنة » عند الرجال تحديداً، وهي مزيج من التأمل والسرحان المترافق أحياناً مع هز الرأس.

لكن أوضح تلك المؤشرات، على الاطلاق، هو التزايد الكبير في أعداد «عائفي السَّلَطة » وزملائهم «عائفي الدّخن » وأولئك الذين يرون «الديك أرنب » وزيادة أعداد «المنفّضين » و »المهبرتين » والذين ليس معهم «اللتِرن .» المؤشرات كثيرة، إذاً، وهي موضوعية كذلك، ولا يقيسها إلا من يعيشها.

تعددت المؤشرات والاقتصاد واحد
 
12-Mar-2009
 
العدد 67