العدد 67 - اقليمي
 

عبد الله مسار، مستشار الرئيس السوداني، من أهم الخبراء بشأن دارفور، والصراع الأهلي هناك، وهو ينحدر من الإقليم. في مكتبه في الخرطوم، تحدث لكاتب هذه السطور، وقال إن القضية قبلية تحولت إلى سياسية، وإن التسلح في الإقليم من الظواهر الطبيعية، وإن 12 مليون بندقية، على الأقل، تتوافر فيه، غير أن 90 في المئة من الأهالي لا يشتركون في الصراع. وبشأن «الجنجويد »، وهي التسمية الشائعة للمسلحين من القبائل العربية المدعومين من القوات الحكومية ويغيرون على القبائل الإفريقية، يوضح مسار أن هؤلاء من مختلف القبائل، وأن التسمية تطلق على الذين يهاجمون ويسرقون العربات، وظهرت أول مرة في 1980 ، وأطلقتها حركات التمرد المسلحة على من يحاربونها وتحاربهم من القبائل العربية. وتتشكل حركات التمرد من عناصر في قبائل الفور (ينتسب إليها عبدالواحد نور) والمساليت، والزغاوة، وكانت لهذه القبائل الإفريقية مشكلات مع قبائل عربية في جبل مرة غرب دارفور، واشتعل الصراع المستمر منذ 2003 حين وقع نزاع قبلي حول المراعي وموارد المياه. وقد تشكّلت «حركة تحرير السودان » بزعامة نور كحركة قبلية، وتحولت إلى حركة سياسية بفعل صراعات حزبية وتأثير تشاد والحركة الشعبية ودول خارجية. أما «حركة العدل والمساواة » بزعامة خليل إبراهيم، فقامت كحركة سياسية، بعد الخلاف بين حزبي المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس البشير وحزب المؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي الذي تميل الحركة إليه، بل هي متهمة أنها جناح عسكري تابع للترابي.

قضية قبلية صارت سياسية
 
12-Mar-2009
 
العدد 67