العدد 66 - حتى باب الدار
 

استراتيجية «ملاحقة العيّار حتى باب الدار » تشكل الآن القاسم المشترك الرئيسي في السياسات الخارجية العربية تجاه إسرائيل.

«العيّار » في الكلام الدارج هو «الكذاب ،» وهو معنى لا تعترف به المعاجم، التي تقول إن كلمة «عيّار » كلمة فصيحة تعني الرجل المزاجي الذي يعيش على هواه. الأصل في المسألة، وحسب متطلبات المثل الشعبي، أن تتم ملاحقة العيار حتى باب الدار، فإذا ثبت أنه عيّار فعلا، وَجَبَت محاسبته. هذا يعني أن ملاحقته المذكورة هي الفرصة الأخيرة له لإثبات حجته، إذ لا يجوز أن تتكرر الملاحقة بشكل مفتوح. لهذا فإن الاستراتيجية العربية في ملاحقة العيّار الإسرائيلي، كانت ستشكل دليلا على شيء من الثقة بالنفس لو كانت لها نهاية. بمعنى، أن قبول العرب إدانة المقاومة ووصفها بالإرهاب، والاعتراف بالعدو، والتطبيع معه، وقبول المطالب الأميركية، كان يمكن أن تندرج ضمن عمليات «ملاحقة العيّار » المتضمنة في المثل الشعبي لو كانت بالمحصلة ستصل إلى نهاية. وحتى لو أجرينا تطويراً على هذا المثل بعد أن أصبح إستراتيجية، وسمحنا بتكرار عدد مرات ملاحقة العيّار، ثم بقي العيّار رغم ذلك «عيّاراً » وتوقفنا حينها عن الملاحقة، فإن الأمر يكون مع ذلك مقبولاً.

يبدو أن مواصفات ملاحقة العيّار مهما طورناها، سوف لن تنطبق على «عيّارنا .» ففي كل مرة نلاحقه، نظن أننا نسير باتجاه باب الدار، لكن يبدو أنه لا توجد دار أصلا.

هل هناك باب دار يصل إليه العيّار؟
 
05-Mar-2009
 
العدد 66