العدد 66 - حتى باب الدار | ||||||||||||||
ما دامت هناك مصلحة وطنية «عليا ،» فسيقابلها حتما مصلحة وطنية «دنيا .»هذه الأخيرة، ورغم أنها دنيا، إلا أنها تبقى مصلحة وطنية، ولذا ينبغي العمل من أجلها. وهو ما يقود إلى استنتاج أنه يوجد هرم من المصالح الوطنية تعلوه «العليا » منها، ثم تتدرج المصالح الوطنية وصولاً إلى المصلحة الدنيا. «لا مطمح لنا سوى مصلحة الوطن العليا »...« لا نبتغي إلا مصلحة الوطن العليا «..» غايتنا مصلحة الوطن العليا ...» وهكذا. بناء على استنتاجنا السابق، | يفترض أن تكون هناك عبارات موازية تخص مصلحة الوطن «الدنيا .» ليس بمقدور أي كان القول إنه يعمل من أجل مصلحة الوطن العليا، فأنت لو سألت، على سبيل المثال، عاملاً أو مزارعاً أو موظفاً وقال لك إنه يعمل من أجل المصلحة العليا للوطن لضحكت منه وظننت أن فيه مس من «هبل .» والذي يحدث عادة أن العمال والمزارعين والموظفين يقولون إنهم يعملون لأجل «رزق العيال » أو أنهم يعملون على «باب الله". وإذا شئنا التدقيق أكثر، فإن العاملين «ابتغاء مصلحة الوطن العليا » هم عادة ممن «يتقلدون مهام مناصبهم » أو ممن «يقومون بالواجبات الملقاة على عواتقهم ..» كما ترون فإن التعريف الوارد هنا يعاني قصوراً واضحاً، ويبدو أنه من السهل تعريف الأعمال التي تندرج في سياق المصلحة الوطنية، ابتداء من مستوى ما دون رأس هرم المصالح الوطنية، أي انه يمكن تعريف كل المصالح الوطنية ما عدا العليا منها. |
|
|||||||||||||