العدد 66 - كاتب / قارئ
 

«أنا وأخي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب »، هذا قول شائع نردده كثيراً، ولا أود الخوض بصحة هذا القول أو خطئه، لكن، بلا شك، أنه يعطي مدلولاً على ما يجب أن تكون عليه علاقة الإخوان وأبناء العمومة بشكل عام، وحتى الصداقة والجوار، من ترابط ومودة وتضحية. ما نراه في حاضرنا أصبح عكس ما هو مفروض ومطلوب تماماً. لقد وصل الأمر بأن تمتلئ صفحات الصحف بلوائح الدعاوى والقضايا: أخ يقيم حجزاً عل منزل أخيه، وآخر يحصل على حبس لجار له أو صديق أو قريب من أجل بضع مئات من الدنانير. ورحمة الله وسعت كل شيء، لكن رحمة الأخ ضاقت بأخيه والجار بجاره، فأصبحنا لا نبالي بما أمرنا به الله سبحانه وتعالى من توادّ وتراحم ومساعدة المعسر والمحتاج.

لم يعد هناك خجل من أن يعلم الغريب بأمر الحجز أو الحبس على قريب لنا، ذهبت الضمائر وراء اللهاث على الحياة وزينتها الزائلة الزائفة، وأصبحت المصالح الضيقة أغلى من الدم المشترك الذي يسري بعروقنا وأغلى من الصديق الوفي والجار القريب. لنعد لضمائرنا وأحاسيسنا الصادقة ونقتسم الرزق والمتيسر، ولنخفف عن بعضنا بعضاً الأحزان، ونتقاسم الأفراح والجراح، ولنقل بسم الله على التعاون والتوادّ والتراحم.

جمال المصري

أنا وأخي على ابن عمي
 
05-Mar-2009
 
العدد 66